ستنتهي الحرب ويحل السلام ويعلم الناس نبأ وخبايا “أولئك وتلك” ممن ضللوهم وجعلوا دمهم ودموعهم مصاعد للظفر بالمال والامتيازات
بقلم: ماهر أبوجوخ
طالعت خلال الأيام التي أعقبت زيارة قائد الجيش يوم الأربعاء الماضي للعاصمة المصرية القاهرة، تعليقات من ” أولئك وتلك!!” حول تطورات المشهد تعليقاً على تحركات الآلية الرباعية الدولية لوقف الحرب في السودان، إذ احتشدت تلك التعليقات و ترصعت بكثير من التناقض والرغبات، وهو ما جعلني أوقن تماماً أن هذه الحرب حينما تنتهي وتتاح مراجعة كثير من الإزاء والتعليقات التي كتبت من هذه الفئة ومقارنتها بالحقائق سيكتشف كثيرين/ كثيرات كيف أن (عقولهم وقلوبهم عُلفت بالكثير من الأكاذيب التي دس في وسطها بضع حقائق) وربما سيعلم وقتها كثير من الناس (انهم ضحايا تضليل كان يسهل اكتشافه بكل يسر فقط بالتأمل ومقارنة مضمون تنقلات المواقف وكثرة التعليقات المتضاربة و”الضاربة” التي اثبتت الوقائع عدم صحتها فما يكتب اليوم يناقض ما قيل بالأمس وما نشرا لان يخالف ما سبقه) .
في خضم كل تلك التنقلات المتسارعة لم يسأل أي من مشجعي رهط أولئك وتلك عن كيف تحولت المواقف وتنقلت بين عشية وضحاها من (بل بس) إلي (السلام) ومن (نرفض نهائياً) إلي (نوافق بشروط) فـ(الموافقة المشروطة) هو الدرجة الأدنى للقبول وهو موقف مختلف ومفارق للرفض الكلي ولذلك فإن ذاك الرهط اختار عمداً ممارسة الهروب من هذه الاستفسارات الواضحة بإثارة مزيد من الضوضاء والجلبة لصرف الأنظار والاستمرار في الفرار من الإجابة على الأسئلة الصعبة والعسيرة القادمة لا محالة التي قد يتأخر أوان السؤال لكنه سوف يأتي !! .
الحقيقة الواضحة للعيان أن متغيرات تمور في المشهد ولا توجد خيارات أو مساحات مناورات أو أمنيات وبناء على تلك المعطيات فكل الطرق (تقود لوقف وإنهاء هذه الحرب) وهو أمر كان بالإمكان حدوثه قبل الاندلاع وحتى بعد بداية الاشتعال (إلا نافخي كير نارها اختاروا إحراق البلاد من أقصاها إلى أقصاها وجعلوا من دماء ودموع المكلومين منها مصاعد لجنى المال والامتيازات) ولذلك فهم يهربون من قول الحقيقة لمن قادوهم للتهلكة ظناً أن الاستمرار في الكذب هو طوق النجاة الوحيد المتاح لهم فلا عاصما لأن إلا قول الحقيقة لأولئك الناس ممن خدعوهم وضللوهم فزينوا لهم حُسن الحرب وقُبح السلام ويسر أهوالها وعسر وقفها وفوق ذلك اعتبروا دعاة وقفها (خونة مجرمين) ووزعوا على انفسهم (صكوك الوطنية والشرف والنزاهة) رغم أن بعضهم إذا ما نقب في سيرته ومسيرته لما وجد فيها مثقل ذرة من (شرف) أو (أمانة) أو (اخلاق) إ!! فلا ضير فهذا زمان يصدق فيه الكاذب ويكذب فيه الصادق ويتحدث التافهين بكل وقاحة وبجاحه في شؤون العامة !!.
إن ارتفاع صوت (السلام) مقابل (الحرب) والتفكير في سبل وقفها هو درجة أعلى ومقام افضل من أصوات طبول الحرب واستمرارها إلي ما لا نهاية بما في ذلك سوح التدافع بالأفكار لكيفية تحقيق وبلوغ ذلك (الإنهاء) فهذا يقودنا صوب المستقبل ويؤكد أن الخيار الصحيح من البداية والأصح الآن ولاحقاً هو (وقف الحرب لا الدعوة لاستمرارها)، فالكاسب من هذا المسار ليس من تمسكوا بوجوب وقفها فقط وإنما يمتد ليشمل المكتوين بنارها في السودان وخارجه حتى المحاربين في ساحاتها.
في خضم كل ذلك أعتقد أن الفئة المذكورة من أولئك وتلك لن يتحلوا بالصدق و يبذلوا قصارى جهدهم لتسميم الأجواء ونشر (أكاذيب) تجعلهم يقتاتون على دماء ودموع وأحزان السودانيين والسودانيين مجدداً ويستمروا في ذلك بكل اندفاع الباطل المعتاد في التاريخ يسرعون خطاهم صوب قاعهم ومستقرهم بأن يكتبوا عند الناس والتاريخ (إنهم الذين كذبوا على الناس وخدعوهم وضللوهم من البداية حتى النهاية) … ولنري وننتظر فإن الغد لناظره لقريب
والسلام سمح وقادم
السبت 18 أكتوبر 2025م
Source