« الجريدة » هذا الصباح … قائد الانقلاب الذي يبحث عن مساحة للتنفس من خلال تلك الإجراءات سيكتشف بانها هي الحبل الذي سيلتف حول عنقه
عصب الشارع – صفاء الفحل
الكاهن يراوغ من جديد
قبل كل اجتماع دولي يرى فيه قائد الانقلاب الكيزاني بأنه سيؤثر على بقائه في راس السلطة يبدأ في إطلاق مبادرات تبدو في (ظاهرها) خطوات ممتازة تحمل إقراره بتسليم السلطة لحكومة مدنية كعادته في (المراوغة) والإنحناء للعاصفة حتى تمر ثم يعود (للدغمسة) مرة اخرى والأمثلة كثيرة على ذلك فيكفي أنه قد وقع الإتفاق الإطاري وإنقلب عليه في اليوم الثاني فالرجل صار ليس موضع ثقة لا داخلياً، ولا خارجياً، ولا عهود، ولا ميثاق له، ويمكنه ان يقسم على المصحف (صفحه صفحة) ويعود لينكث بقسمه وكأن شيئاً لم يكن.
والآن يسابق رئيس اللجنة الإنقلابية إجتماع الرباعية المقرر نهاية الشهر الجاري وقد أبلغه (السيسي) بكل شفافية (ما ينتظره) إن هو لم يسارع (ليكون الأمر بيده لا بيد الرباعية والمجتمع الدولي) فقام بإصدار عدة (توجيهات) أهمها تشكيل لجنة سياسية للترتيب لإطلاق عملية سياسية (جديدة) للحوار مع القوى الرافضة للحرب وعلي رأسها صمود وتأسيس و(تجري بحث) إجراءات تمهيدية مثل شطب البلاغات المفتوحة ضد قيادات سياسية ورفع القيود على استخراج الاوراق الثبوتية على أن تتم إدارة العملية بواسطة الرباعية مع إتباع نهج تدريجي يبدأ بوقف إطلاق النار ثم حوار لمناقشة شكل الدولة والدستور وينتهي بترتيبات إنتقالية جديدة وهي إجراءات في نظر (المغيبين) وأصحاب الفهم الضيق خطوة نحو تنازله عن الحكم .
نعم فكل ماتم ذكره أمر جميل (ظاهرياً) ولكنه يفتقر إلى الوضوح الكلي (المقصود) فهل ستكون اللجنة برعاية سيادته خلال أعمالها التي يمكن تمتد وهي لجنة بلا سقف زمني وكيف لشعب تطحنه الأزمات أن ينتظر حتى يتم تكوين تلك اللجنة ثم تقرر وقف إطلاق النار من عدمه رغم أن الامر بيده كقائد للقوات المسلحة ورئيس لمجلس السيادة المفترض الذي يقود هذه الحرب ويمكنه ب(خمس كلمات) ايقافها ونقولها بواضح العبارة لو انه يريد ايقاف الحرب لفعلها اليوم، ولكنه لا يريد ذلك وما يقوله ماهو إلا حلقة جديدة من (مراوغاته) المتكررة ..
ولا نعتقد بأن إجتماع الرباعية القادم والتي صارت تفهم أبعاد الصراع وتفهم تلك المراوغات ولا القوى الوطنية الديمقراطية ستأخذ ذلك الحديث على (علاته) كما يرغب (البرهان) بل ستمضي في إجراءاتها التي بدأتها وستبني عليها فقط زيادة الضغوط على اعتبار أن التفاصيل الصغيرة اهم من الخطوط العريضة والا يحلم (كاهن الانقلاب) بانها ستوقف اجراءاتها في انتظار ان يفي بالتزاماته التي قطعها حسب الفترة الزمنية التي يحددها في انتظار أن تحدث الكثير من المتغيرات خلال تلك الفترة قد تؤدي إلى إغتيال (الرباعية) وتقليل الضغط الدولي .
وقائد الانقلاب الذي يبحث عن مساحة للتنفس من خلال تلك الإجراءات سيكتشف بانها هي الحبل الذي سيلتف حول عنقه فقد أنتهي زمن الانتظار الطويل والمراوغة وصارت كل الأمور على مقصلة الحسم وعليه أن يكون أكثر صدقاً هذه المرة والا فأن (المماطلة) لن تقوده للبقاء في هذه المرة.
وفي كافة الأحوال فان الثورة مستمرة ..
والمحاسبة والقصاص راية لن تسقطها المراوغات ..
والرحمة والخلود أبداً لشهدائنا ..
وَغَمْضُ العَيْنِ عن شَرٍّ ضَلالٌ وغَضُّ الطَّرْفِ عن جَوْرٍ غَبَاءُ
#شبكة_رصد_السودان
Source