تحالف السودان التأسيسي (تأسيس)
بيان بمناسبة الذكرى السادسة لمجزرة فض اعتصام القيادة العامة ومحاولة وأد ثورة الشعب
في مثل هذه الأيام من كل عام، تعود إلينا الذكرى الأليمة لمجزرة فض اعتصام القيادة العامة، الجريمة التي استهدفت ثورة ديسمبر المجيدة، ومحاولة يائسة لإعادة نظام الطغيان إلى حكم السودانيين والسودانيات بقوة السلاح، بعد أن أسقطته جماهير شعبنا بثورة ألهمت العالم وأبهرته.
لقد ارتُكبت هذه الجريمة في ظل تواطؤ إعلامي منظم قادته الحركة الإسلامية وأذرعها، بهدف تزييف الحقائق، وتضليل الرأي العام، واتهام الأبرياء، وتبرئة الجناة. ومما فاقم المأساة أن مهمة التحقيق في المجزرة أُوكلت بواسطة حلفاء الاسلاميين إلى لجنة سمّيت بـ”الوطنية”، لكنها حجبت كثيراً من الحقائق الجوهرية والمهمة، رغم تعاون قوات الدعم السريع الكامل معها، بما في ذلك تسليم عدد من الضباط الذين زرعتهم الحركة الإسلامية داخل صفوفها، وعلى رأسهم الصادق سيد، الذي كان معتقلاً لدى الدعم السريع منذ وقوع المجزرة، قبل أن تطلقه أيادي الإسلاميين في بداية هذه الحرب.
بلغ هذا التعاون ذروته حين مثل قائد قوات الدعم السريع وضباط آخرون أمام اللجنة للإدلاء بشهاداتهم، في حين امتنعت قيادات الجيش عن المثول، رغم امتثالها لاحقاً لاستجوابات أجرتها الحركة الإسلامية بشأن أحداث 11 أبريل 2019، واصفة إياها بانقلاب عسكري على البشير وزمرته.
رغم تلك المأساة ومحاولة اخضاع الثوار إلا أن الشعب عاد أقوى في 30 يونيو 2019، مدعوماً بموقف وطني شجاع من الدعم السريع، الذي وقف داخل المؤسسة العسكرية حاجزاً أمام محاولات الالتفاف على الثورة.
تكررت محاولات قوى النظام البائد للانقضاض على الثورة في انقلاب 25 أكتوبر، حيث نجحوا حينها في خداع كثيرين. إلا أن الدعم السريع تدارك الموقف، وانحاز مجدداً إلى صف الشعب عبر الاتفاق الإطاري، فما كان أمام فلول النظام إلا إشعال الحرب مجدداً للعودة إلى السلطة. وبعد أن أشعل الإسلاميون هذه الحرب، انكشفت خيوط المؤامرة، إذ سحبوا ضباطهم المزروعين من صفوف الدعم السريع بعد أن أدوا مهمتهم.
لكن محاولات تزوير الحقائق لن تدوم. فالحقائق بدأت تتضح، والطرق بدأت تتباين بين من يسعى إلى بناء سودان حر وعادل وجديد، وبين من يتمسك بإعادة إنتاج الدولة القديمة، تحت شعارات زائفة؛ تارة باسم الحفاظ على المؤسسات القديمة، وتارة أخرى باسم المساواة بين أطراف الحرب.
عهدنا مع شعبنا أن الثورة مستمرة، وأن النصر حتمي، وأن السودان الجديد قادم لا محالة؛ سودان آمن، عادل، متساوٍ بين جميع بناته وأبنائه.
تحالف السودان التأسيسي
الثلاثاء 3 يونيو 2025
Source by تحالف السودان التأسيسي – (تأسيس)