#قمة_القاهرة
القمة الأخيرة التي احتضنتها القاهرة تعتبر محطة مفصلية وناجحة في تأسيس توافق سياسي بين القيادتين السودانية والمصرية.
فالتفاهم بين القيادتين يمثل قاعدة صلبة للعلاقات الثنائية والارتقاء بمستوى التعاون الاستراتيجي إلى آفاق جديدة.
بيد أن المرحلة الراهنة تقتضي ما هو أبعد من مجرد التوافق، فهي تتطلب تحويلاً فاعلاً للإرادة السياسية المشتركة إلى فعل عملي ملموس على الصعيدين الداخلي والدولي.
فالتحدي المحوري هو ضرورة تجاوز مرحلة الدعم الدبلوماسي والسياسي إلى مستوى الإسناد العملي الذي يفضي بصورة حاسمة إلى إنهاء سيطرة قوات الدعم السريع المتمردة والمحلولة على مدن وقرى إقليمي كردفان ودارفور.
فالمطلوب هو ترجمة الموقف المبدئي الثابت إلى خطط تنفيذية واضحة ومحددة لدعم جهود الدولة السودانية في استعادة السيطرة الكاملة والمطلقة على أراضيها وبسط سلطتها وسيادتها الوطنية، فهذه الخطوات تمثل حجر الزاوية لتعزيز استقرار الدولة السودانية.
وعلى الرغم من توحيد المواقف والرفض القاطع لأي إجراءات أحادية تتخذها إثيوبيا بشأن نهر النيل يظل التحدي قائماً حول كيفية تصعيد هذا التنسيق الثنائي ليتحول إلى فعل دبلوماسي وقانوني أو سياسي يعمل على كبح جماح الخطوات الإثيوبية المتسارعة على الأرض.
فإستمرار جمود المفاوضات بين دولتي المصب ودولة المنبع يفرض ضرورة مُلحة لإيجاد آليات ضغط فاعلة تتجاوز حدود البيانات المشتركة، فالمطلب الرئيسي هو ضمان الحقوق المائية التاريخية والقانونية لكل من السودان ومصر، بما يتفق مع مبادئ القانون الدولي التي تحكم الأنهار العابرة للحدود.
ومن منطلق موقعها الرائد وتأثيرها الدبلوماسي العريق، يتوجب على جمهورية مصر العربية تفعيل أقصى درجات الضغط لدعم المسار السيادي السوداني ، من خلال الدفع الحازم والفوري نحو إنهاء تجميد عضوية السودان في الاتحاد الأفريقي دون شروط مسبقة.
إن التحرك الدبلوماسي ضرورة قصوى ليؤازر الجهود الميدانية العسكرية التي تستهدف استعادة السيادة الكاملة للدولة وبسط السلطة المطلقة على كافة الأراضي التي دنستها الميليشيات المتمردة.
إن استرداد الدولة لقرارها ووحدتها يمثل الثأر العادل والوحيد للشعب الذي تعرضت مقدراته للنهب وهُجّر قسراً من دياره وارتُكبت بحق نسائه وبناته ورجاله وشبابه أبشع الانتهاكات على يد هذه الفئة الباغية وقطاع الطرق المارقين.
كما يجب أن يكون هناك تأكيد قاطع على رفض أي مساعٍ أو توافقات هشة أو حلول مؤقتة من شأنها أن تمنح هذا التمرد شرعية التفاوض أو تتسامح معه.
المستشار/ محمد السر مساعد
Source