من أروع ما تحقق لي خلال زيارتي الأخيرة إلى العاصمة البريطانية لندن، لقائي بالأستاذ الكبير عثمان ميرغني، نائب رئيس تحرير صحيفة الشرق الأوسط السابق، والكاتب الأسبوعي على صفحاتها، وهو صحفي مهني من طراز رفيع.
كانت لمداخلاته خلال الطاولة المستديرة التي نظمها المعهد الملكي للخدمات المتحدة للدفاع والدراسات الأمنية (RUSI) قيمة وطنية وموضوعية ثمينة.
الأستاذ عثمان ظلّ من المعارضين لنظام الإنقاذ منذ مجيئه إلى السلطة عام 1989 وحتى سقوطه في 2019، ولم يزر السودان منذ عام 1988. ومع ذلك، عندما شُنَّ العدوان على السودان في 15 أبريل، على أيدي مرتزقة الداخل والخارج وبدعم إماراتي، وقف الكاتب الوطني الغيور عثمان ميرغني بصلابة إلى جانب وطنه وشعبه ومجتمعه، مجسّدًا أسمى معاني الانتماء والوفاء.
لقائي بالأستاذ عثمان لم يكن مجرد لقاء مهني، بل كان لقاءً مع ضمير وطني حيّ ظلّ ثابتًا على مبادئه رغم البعد الجغرافي وطول الغياب، فكان صوته صوت الوطن في المنفى، وكلماته مرآة لوجدان السودان الحقيقي.
Source