4️⃣ أما ما يتعلق بطهران، فهناك قناعة أمريكية منذ تولي حكم الإنقاذ السلطة في #السودان عام 1989 بأن النموذج السوداني ما هو إلا إستنساخ للنموذج الإيراني وإن إختلفت “الطوائف”، وفي ذات الوقت ترى واشنطن بأن إيران كان ينقصها الثبات الإستراتيجي لإنجاح مشروعها في السودان وهذا ما لم تتدراكه طهران في الوقت الذي كانت أبواب الخرطوم مفتوحة على مصراعيها ويعود ذلك برأيي على تبني الدبلوماسية السودانية نهج الوسطية خوفاً من خسارة المحاور الخليجية التي كانت قد بدأت إنعاش علاقتها بالسودان بعد قطيعة دبلوماسية بسبب موقف الخرطوم من حرب الخليج الثانية 1991.
5️⃣ واليوم ترى #واشنطن أن #طهران عادت إلى الخرطوم من باب الأزمة السودانية التي يعيشها السودان اليوم، ولكن عودة طهران هذه المرة ليست كسابقتها، فطهران تدرك بأن حرب السودان الأخيرة إنعكست على الفكر الأمني والإستراتيجي للمؤسسة العسكرية السودانية “بإعتبارها الجهة الحاكمة للبلاد مستقبلاً” فلم تعد تلك المؤسسة تحمل ذات الرؤى لداخلها المحلي ناهيك عن إقليمها الجغرافي وهذه رؤية تتوافق فيها طهران وواشنطن وهي ما أطلقت عليها الصحافة الفرنسية ذات مره “Le Soudan et la stratégie de diversification des alliances ” وتعني باللغة #العربية “السودان وإستراتيجية تعدد الحلفاء” وهذا ما باتت تحذره الإدارة الأمريكية. (أرى أن مستقبل العلاقات السودانية الإيرانية ستسير مستقبلاً نحو مسار “توافقي” بمعنى وفقاً لما تفرضه المصالح والضرورات الواقعية، ولن تكون مهدداً للمصالح الأمريكية خاصة مع حرص القيادة السودانية الجديدة على كسب المجتمع الدولي وعدم العودة بالسودان إلى دائرة العقوبات الدولية).
6️⃣ أما ما يتعلق بمستقبل علاقة #السودان بروسيا والصين فيحضرني موقفاً قد يلخص للقارىء قدرة الخرطوم على “إرباك المشهد” عندما تريد ذلك، وإستدراكها الإستباقي بإنها ستكون ساحة للتنافس الدولي، فيقول أحد الدبلوماسيين أن مدير “Standard oil” أحد كبرى الشركات المالكة لشركة “Chevron” المسيطرة على إستثمارات النفط في العالم جاء ذات مرة للرئيس “عمر البشير” محتجاً وغاضباً بسبب تعاقد الخرطوم مع شركات صينية ومتوعداً بتشديد العقوبات الأمريكية على السودان، فقال له الرئيس البشير حرفياً “لجأنا إلى الصين بعدما حاولنا معكم ورفضتم والعقوبات أضرت بنا خاصة في مجال النقل الجوي والسكك الحديدية، وهذه وإن كانت أضرار إلا إنها ستزول مهما طال الزمن ولكننا عاقبناكم عقوبة أبدية بإدخالنا #الصين في إفريقيا، فلقد كانت هناك أربعين دولة إفريقية تقيم علاقات مع تايوان فكان للخرطوم دور في تغيير تلك الوجهة، لذلك فبكين ممتنة للخرطوم”( وهذا الموقف وفقاً للمخابرات الفرنسية أربك الحسابات الغربية كلها ليس فقط الأمريكية، وأطلق حينها “رودجر جسنري” أحد أبرز علماء النظرية الإقتصادية عبارته الشهيرة “Nous devons résoudre l’impasse, Pékin est arrivée” وتعني باللغة #العربية “يلزمنا حل المأزق، بكين وصلت”).
🔆 مستقبلاً: أرى أن تجربة الحرب الأخيرة منحت القيادة السودانية بذراعها “العسكري، والسياسي” رؤية جديدة للحراك الدولي في القارة الإفريقية وبالتالي ستعمل #الخرطوم على المضي قدماً في تبني إستراتيجية تعدد الحلفاء، وستتطور مستقبلاً خاصة فيما يتعلق بالتعاون العسكري والأمني مع الصين وروسيا، ولكن لا أرى أن ذلك سيكون على حساب العلاقات السودانية الأمريكية، فالخرطوم تحرص على علاقتها بالإدارة الأمريكية وسيزداد حرصها على مستقبل تلك العلاقات مع واشنطن، وذلك في ضوء رغبة الخرطوم للتصالح مع كافة المنظمات الدولية وتبديد تلك الصورة السلبية التي وصم المجتمع الدولي بها السودان منذ 1989، أضف إلى ذلك حجم النفوذ الأمريكي في منطقة الشرق والقرن الإفريقي وهذه المنطقة تمثل “العمق الإستراتيجي” للسودان.⏪️⏪️ يتبع
للاطلاع على الحوار كاملاً يمكن الضغط على الرابط
#إفريقيا #السودان #السودان24 #الفاشر #السودان_ينتصر #الخرطوم #دارفور #دارفور_24 #افريقيا #ليبيا #موريتانيا #المغرب #نيالا #كردفان #البحر_الأحمر #الجزائر #الكويت #الامارات #أخبار #النيل #سد_النهضة #تحليل_سياسي #أمينة_العريمي #الشرق_الأوسط #قطر #رأي_سياسي #الدوحة #عُمان #البحرين #الإمارات_اليوم #السعودية #الخليج_العربي #صورة
#الدعم_السريع_منظمة_ارهابية
#جيش_واحد_شعب_واحد
Source by Dr.Ameena Alarimi