حول إعلان واشنطون:
إنهاء الاحتلال الصه-يوني لفلسطين هو الموقف الحقيقي مع شعب فلسطين ولإنسانية خالية من العن-صرية والتمييز والاحتلال
تلقّى الكيان الص-هيوني الغاصب، وحلفاؤه، لا سيما إدارة ترامب، هزيمة دبلوماسية وسياسية وأخلاقية جديدة، ضمن سلسلة الهزائم التي ظل يتلقاها في الآونة الأخيرة منذ طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر، عندما صوتت الجمعية العامة للأمم المتحدة، يوم الجمعة 2025/9/12، لصالح ما عُرف بإعلان نيويورك، بنتيجة تصويت 142 صوتًا مع القرار، 10 أصوات ضد القرار، و12 متحفظ. يعترف الإعلان، وبما يشبه الإجماع الدولي، بحق الفلسطينيين في إنشاء دولتهم المستقلة، في إطار ما عُرف بحل الدولتين، بتأييد دولي قوي وغير مسبوق. وحل الدولتين في أصله مشروع تسوية للقضية الفلسطينية، على خلفية قرار التقسيم الصادر عام 1947 بالرقم (181) إبّان ما عُرف بالانتداب البريطاني، والقاضى بتقسيم فلسطين إلى دولتين؛ عربية ويهو-دية، ووضع خاص للقدس الشريف، الذي قُوبل برفض فلسطيني وعربي وإسلامي في حينه. وظلت دولة الكيان الص-هيوني وحليفتها الولايات المتحدة الأمريكية تعارضانه، كما في رفضهما له في هذا التصويت، وتعرقلان أي مسعى لدعمه أو وضعه موضع التنفيذ. وهو موقف يكشف التناقض والخداع في الموقف الأمريكي، إذ لوّحت أمريكا بحل الدولتين، لكل من أنور السادات، والملك حسين، وياسر عرفات، لهم الرحمة، لتمرير ما عُرف باتفاقيات السلام بين كلًا من مصر (كامب ديفد 1978)، الأردن (وادي عربة 1994)، ومنظمة التحرير الفلسطينية والسلطة الفلسطينية (أوسلو وأوسلو2، 1995)، و”إسرائيل”، وتخلت عنها بعد إبرام تلك الاتفاقيات، وحتى الآن. وهو ما يؤشر أن حل الدولتين ما هو إلا تكتيك لاستراتيجية تكريس الاحتلال بتصفية القضية الفلسطينية وهضم حقوق شعبها.
يعكس قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة، صحوة الضمير العالمي، التي لا يمكن عزلها عن الزخم الجماهيري الدولي، الذي اجتاح العالم، دعمًا لشعب فلسطين وقضيته العادلة ومطالبته بوقف العدوان عليه وج-رائم الح-رب والإب-ادة الجماعية، التي يرتكبها الاحتلال الص-هيوني بدعم مطلق من إدارة ترامب، بعد أن بات العالم أكثر وعيًا بالمظالم التاريخية، التي ظل يتعرض لها شعب فلسطين وآخرها حرب الإب-ادة، التي شهدها قطاع غزة والضفة الغربية في الشهور القليلة الماضية، وأكثر تحررًا من تأثير أكاذيب السردية الصه-يونية وتأويلاتها للتاريخ والتوراة.
بهذا يكون القرار، الذي قدمته فرنسا والسعودية، حافزًا مهمًا للشعب الفلسطيني، وتتويجًا لنضالاته وتضحياته بمنحه القضية الفلسطينية، زخمًا سياسيًا ودبلوماسيًا، إعلاميًا وجماهيريًا، وخطوة ضاغطة نحو وقف العدوان وإنهاء الاحتلال، التي تشكل رافعة للنضال الوطني الفلسطيني، القومي التحرري، بإعادة الاعتبار للوحدة الفلسطينية على قاعدة مواصلة النضال والمقاومة على طريق تحرير كامل فلسطين، وفق أسس تضع في الاعتبار المتغيرات الإيجابية، التي عبّر عنها الزخم والوعي والتضامن والعمق الجماهيري، الذي حظيت به، إضافة إلى استعدادات شعب فلسطين بعد انكشاف عزلة التحالف الأمريكي الص-هيوني وعدوانيته وأهداف مخطط الضم والتهجير والتهويد والاستيطان.
كما كشفت أيضًا نتيجة التصويت لصالح القرار، التي كادت تقترب من الإجماع الدولي، حقيقة النظام الدولي، الذي تسيطر عليه قلة من الدول، التي تعمل على تكريس مصالحها بالهيمنة وغطرسة القوة، والدفاع عنها، بهدم العدالة، ودعم الظلم والعدوان، ومصادرة حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره وعلى كامل التراب الفلسطيني، وبما يهدد الأمن والسلم الدوليين وعدم الامتثال للقوانيين الدولية والشرعية.
لقد جاء قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة، بعد ما لايزيد على يومين من قيام الكيان الص-هيوني الغاصب، بعدوان غاشم على دولة قطر، ضمن سلسلة أعماله العدوانية، التي طالت كلًا من سوريا واليمن والعراق ولبنان. وهو العدوان، الذي استقبل بإدانة واسعة، كشفت عزلة أطراف هذه البلطجة الدولية، وعزلة عرابيها ونهوض واشتداد المناهضة لها.
إن هذا القرار، الذي يكشف، بدوره، عزلة السياسات والقوى المعادية للشعب الفلسطيني، والمتنكرة لحقوقه المشروعة، سيشكل حافزًا معنويًا كبيرًا لنضال شعب فلسطين وصموده على طريق الكفاح من أجل استعادة كامل حقوقه على كامل الأرض السليبة، التي لن يثنيه عنها إعادة التلويح بحل الدولتين، مثلما يعزز تضامن كافة شعوب العالم وقواه الحية، الذي يتسع ويتصاعد نضالها مع النضال الفلسطيني ومع الحقوق المشروعة لشعب فلسطين حتى النصر والتحرير، في عالم تتسيده قيم الحوار وصيانة الحقوق، واحترام الحقوق والخصائص الوطنية والقومية للأمم والشعوب.
*المجد والخلود لشهداء شعب فلسطين وعاجل الشفاء للجرحى والمصابين.
Source by حزب البعث العربي الاشتراكي – الأصل