الجريدة هذا الصباح..
بالرغم من أن قمة شرم الشيخ تجاوزت الحديث عن الحرب السودانية في خطاب الرئيسين مباشرة، إلا أنه تجاوز إيجابي يكشف أن الحل قد حسمته الرباعية، وأنها ستقود الرحلة نحو طريق السلام.
أطياف
صباح محمد الحسن
المحتوى!!
طيف أول:
قد يأتي اليوم الذي تدرك فيه كل الأشياء التي كنت تقولها ولا تعرفها، حينها ستعلم أنك تأخرت كثيرًا!!
ويحاول مجلس الوزراء السعودي أمس أن يؤكد أنه الممسك بالملف السوداني، مع تمسكه بضرورة الحل السلمي.
جاء ذلك بعد يوم واحد من قمة شرم الشيخ التي غابت عنها القيادة السعودية، بالرغم من أنها حظيت بحضور لافت لأكثر من ثلاثين قائدًا وممثلًا لدول ومنظمات. وغياب السعودية، إلى جانب غياب القيادة الإماراتية، بالرغم من الأخبار التي رشحت عن غياب الزعيمين، رجّحت أن السعودية والإمارات بعثتا برسائل إلى ترامب والوسطاء تتحفظان فيها على نص الاتفاق والإعلان الصادر عن قمة شرم الشيخ.
إلا أن القمة منحت الثلاثي (قطر، تركيا، مصر) مساحة “مريحة” في مجلس ترامب، الذي تتسابق عليه الدول بالصفقات السياسية. فملف غزة تتشابك خيوطه السياسية بين الدول والمحاور، ولكن ما يهم ترامب هو أن يكتمل غزله؛ فتحقيق هدفه يجعله أكثر مرونة، سيما أن قادة هذه الدول هم شركاء له في التوقيع على وثيقة اتفاق غزة.
وبالرغم من أن قمة شرم الشيخ تجاوزت الحديث عن الحرب السودانية في خطاب الرئيسين مباشرة، إلا أنه تجاوز إيجابي يكشف أن الحل قد حسمته الرباعية، وأنها ستقود الرحلة نحو طريق السلام. لكن وبعيدا ً عن الكاميرات، فالقضية غير قابلة للتجاوز، لذلك قال مسعد بولس (كبير مستشاري الرئيس الأميركي لشؤون إفريقيا لـ”الشرق”): لقاءُ ترامب والسيسي في “قمة شرم الشيخ” تناول قضية السودان.
وحرصت السعودية على تجديد دعوتها أمس، حيث أعلن مجلس الوزراء السعودي ضرورة الوقف الفوري للحرب في السودان، والحفاظ على وحدته ومؤسساته، وتجنيب البلد وشعبه المزيد من المعاناة والدمار. ودعا المجلس، في جلسته التي ترأسها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز اليوم الثلاثاء، إلى تنفيذ ما جرى التوقيع عليه في (إعلان جدة) بتاريخ 11 مايو 2023م بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع.
وتجاوز الحرب في السودان لا يمكن أن يحدث دون الاستناد إلى أرضية حسم.
فبالرغم من أن النص خاص بغزة، إلا أن المكان والزمان لا يسمحان بإسقاط الإشارة إلا عندما يكون بيان الرباعية قاطعًا ونهائيًا، وأن توقيع مصر على بيان الرباعية ليس بقلم رصاص تمحوه المستجدات. فتحرك مصر نحو براحات سلام غزة والسودان هو ما شيد جسورًا للتواصل بين القاهرة وواشنطن، لذلك كلما كانت مصر جزءًا من اتفاقيات السلام، ازدهرت علاقاتها بالبيت الأبيض. فتوقيعها على الرباعية قرّب وجهات النظر بينها وبين إدارة ترامب، وانعكس ذلك في تصريحات مسعد بولس والرئيس ترامب قبل القمة.
وحسم الحل ترجمته الإشارات غير المباشرة التي احتواها اتفاق شرم الشيخ: “نحن متحدون في عزمنا على تفكيك التطرف والتشدد بجميع أشكاله. لا يمكن لأي مجتمع أن يزدهر عندما يُصبح العنف والعنصرية أمرًا طبيعيًا، أو عندما تهدد الأيديولوجيات المتطرفة نسيج الحياة المدنية. نلتزم بمعالجة الظروف التي تمكّن التطرف، وتعزيز التعليم والفرص والاحترام المتبادل كأساس للسلام الدائم. ونلتزم بموجب هذا بحل النزاعات المستقبلية من خلال الحوار الدبلوماسي والتفاوض بدلًا من القوة أو الصراعات المطولة. نُقرّ بأن الشرق الأوسط لا يمكن أن يتحمل دوامة مستمرة من الحروب المطولة، والمفاوضات المتعثرة، أو التطبيق المجزأ أو الناقص أو الانتقائي للشروط التي تم التفاوض عليها بنجاح. يجب أن تكون المآسي التي شهدناها خلال العامين الماضيين بمثابة تذكير عاجل بأن الأجيال القادمة تستحق ما هو أفضل من إخفاقات الماضي.”
وهو ما يعكس الدور التكاملي للدول الإقليمية في وضع الخطة التي أعلنتها أمريكا للحل.
فالعلاقات الأمريكية المصرية، فيما يتعلق بتحقيق السلام في الشرق الأوسط، تبني قواعد وأساسيات لمستقبل ما بعد الحرب في السودان، لإمكانية التعامل مع محتوى جديد.
ولكن السعودية، بما أصدرته بالأمس، تريد أن تؤكد أنها صانعة المحتوى.
طيف أخير:
#لا_للحرب
(المدينة باتت محاصرة من كل اتجاه.. حصار “الميليشيات”، وصمت الدولة، وعدم مبالاة العالم.
لا طائرات مساعدات، ولا جسر إنساني، ولا تحرك دولي حقيقي، ولا تحرك بري لفك الحصار.. الوقت يمضي، والجوع يزداد، والموت يحصد الأرواح).
تنسيقية لجان مقاومة الفاشر
#شبكة_رصد_السودان
Source