بيان من الأسرة
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على رسول العدل، سيدنا محمد خير المرسلين.
قال تعالى في محكم تنزيله:
{وما الله يريد ظلماً للعالمين}
(سورة آل عمران: 108)
صدق الله العظيم.
أما بعد:
لقد ظلّ والدي الأستاذ عبد الوهاب أحمد محمد هاشم “بوب” معتقلاً منذ ظهر يوم الثلاثاء الموافق 23/9/2025م.
وقد تم اعتقاله بطريقة غريبة، إذ لم يُخطر أحداً من ذويه أو زملائه، ولم نعلم بالخبر إلا بعد عدة أيام من فقدان التواصل معه.
وظلّ لفترة طويلة رهن الاعتقال دون تحقيق أو سماح بالزيارة، في وضع غامض أقلق الأسرة وأرهقها نفسياً.
وبعد محاولات عديدة، علمنا أن عملية الاعتقال تمت بواسطة جهاز الأمن، نهاراً من مكتبه بمحلية شمال كردفان، وذلك بتوجيه من مكتب الوالي، على خلفية تسجيلٍ صوتيٍ تنويريٍ أرسله والدي في مجموعة خاصة بموظفي الولاية.
وقد تضمّن التسجيل حديثه حول الوضع النقابي في الولاية، موضحاً أن التجمع النقابي للعاملين استمد شرعيته من الشرعية الثورية بعد إلغاء قانون النقابات لعام 2010، وأنه تم تكوينه كلجنة تسييرية لتسيير شؤون العاملين مؤقتاً إلى حين صدور تشريع جديد.
كما أوضح أن الوالي سعى لجعل التجمع موالياً له سياسياً، وهو ما رفضه والدي ومكتبه التنفيذي رفضاً قاطعاً، حرصاً على استقلالية العمل النقابي وابتعاده عن التسييس، مبيناً أن التجمع يضم أطيافاً سياسية متعددة لا تقبل التسييس .
وقد أدى ذلك إلى توتر العلاقة بينه وبين الوالي، الذي قام لاحقاً بحظر رقم والدي من المكالمات وتطبيق واتساب.
تناول والدي في التسجيل قضية تأخر صرف رواتب العاملين لمدة (16) شهراً بجميع مستحقاتهم من علاوات وبدلات وحوافز، مؤكداً أن العاملين لا يمكن إذلالهم أو مساومتهم بالإغاثات أو المنح، وأن هذا يُعد إهانة صريحة للعاملين الذين يطالبون برواتبهم و حقوقهم المستحقة.
ورفض كذلك ما أُشيع عن تعويض المرتبات بقطع أراضٍ، معتبراً ذلك كلمة حق أريد بها باطل، ومشيراً إلى أن الأمر غير واقعي في ظل الأوضاع الجغرافية والإدارية الحالية للولاية التي تضم أكثر من (27,000) موظف.
واختتم حديثه موضحاً أن ما قاله يمثله شخصياً وربما يمثل رأي المكتب التنفيذي للتجمع، وأن الهدف من التسجيل كان تنوير الزملاء والزميلات من العاملين دون أي غرض سياسي أو تحريضي، وأن كل شخصٍ حرٌ في قراره.
جميع العاملين في الولاية يشهدون فعلاً لا قولاً ، بثبات مواقفه ونزاهته وصدقه في تمثيلهم، فقد كان دوماً صوتهم وملاذهم و رجلهم الاول في المطالبة بحقوقهم المشروعة، ولم يتوانَ يوماً عن الدفاع عنهم بكل شجاعة ومسؤولية.
وللتوضيح، لا يزال والدي معتقلاً منذ أكثر من 21 يوماً، وقد تم التحري معه مرتين دون أن تُوجّه إليه أي تهمة، ولم يُحال إلى النيابة أو المحكمة، مما يجعل اعتقاله تعسفياً وغير قانوني.
وعليه، فإننا نحمّل مكتب الوالي كامل المسؤولية عن حالته الصحية والنفسية، في حال تعرّض لأي أذى أو تدهور في ظروف اعتقاله.
وبناءً على ما سبق، نناشد الجهات العدلية والأمنية ذات الصلة بأن تُوجّه له التهم إن وُجدت، أو يُطلق سراحه فوراً، فاستمرار اعتقاله دون مبرر قانوني يُعد تجاوزاً واضحاً لمبادئ العدالة وانتهاكاً صريحاً للحقوق الدستورية والحرية الشخصية.
كما نهيب بالمنظمات الحقوقية والعدلية ومنظمات المجتمع المدني أن تولي قضية الأستاذ عبد الوهاب بوب الاهتمام الذي تستحقه، فهو ظلّ طوال مسيرته منافحاً عن قضايا العمال والنقابيين، مخلصاً في عمله، لا يخشى في قول الحق لومة لائم.
تم نشر هذا البيان لتمثيل صوت الأسرة وإيضاح الحقائق للرأي العام، مؤكدين أن والدي الأستاذ عبد الوهاب بريء تماماً ومعتقل ظلماً، وأننا فخورون به كل الفخر وواقفون إلى جانبه بكل قوتنا، داعمين له ومساندين لمواقفه الصادقة، فهو يمثل كلمة الحق ويحمل همّ الوطن في زمنٍ خفتت فيه الأصوات الشُجاعة الصادقة .
وفي الختام، نتوجه بالشكر والعرفان إلى كل الأهل والأصدقاء والمعارف الذين تواصلوا معنا وساندونا في هذه المحنة، سائلين الله أن يعجّل بالفرج ويفك اسره ويعيده إلينا سالماً مكرماً.
والله من وراء القصد، وهو حسبنا ونعم الوكيل.
عن أسرة الأستاذ عبد الوهاب:
فياض عبد الوهاب أحمد محمد هاشم
14 أكتوبر 2025
Source