[ad_1]
رؤى الجعلي تكتب في العدد الأول لمجلة المستقبل
رفض النسوية… وتمييز الحقائق بين الإسلام والتقاليد المشوهة
في زمن اختلطت فيه المفاهيم، وتنازعت فيه التيارات الفكرية على تعريف “حقوق المرأة”، بات من الضروري التمييز بين الأطر التي يُطرح فيها هذا النقاش: هل يُبنى على أسس شرعية متينة أم على تصورات مستوردة، مجتزأة من سياقات اجتماعية مغايرة؟
إنني أرفض النسوية جملة وتفصيلًا، لا كاسمٍ فقط بل كمؤسسة فكرية قائمة على هدم الفوارق الفطرية، وتغليب الصراع بين الجنسين، بدلًا من التكامل. ورائدات هذه الحركة — بدءًا من نوال السعداوي وغيرها من رموز التيار النسوي العربي والغربي — لا يُخفين انتماءهن لتيارات يسارية، فكرها متأثر بالإلحاد أو متصالح معه، في تعارض صارخ مع جوهر الدين ومع التصور الإسلامي لدور المرأة والرجل.
الإسلام، بخلاف تلك المؤسسات، لم يجعل المرأة ندًّا للرجل في معركة صفرية، بل جعلها شريكة في البناء، تُكمل دوره ويُكمل دورها، متساويين في الكرامة، متكاملين في الوظائف، متكافئين في الثواب والعقاب. منحها الإسلام ذمّة مالية مستقلة، ومنع الزوج من التصرف في مالها بغير إذنها، وحمّل الرجل عبء الإنفاق بالكامل، حتى لو كانت المرأة أغنى منه. أما في الميراث، فلكل حالة ضوابط دقيقة لا تقبل التعميم، وفي غالبها يتوافق التفاوت مع التكليف والعبء المالي، لا مع القيمة أو القدر.
لكن هنا تظهر الإشكالية الواقعية التي لا يمكن إنكارها: إن المؤسسة الأسرية في المجتمعات الإسلامية، ومنها السودان، لا تُدار اليوم بروح الإسلام، بل في كثير من الأحيان تسودها أعراف مشوّهة لا تمثّل الشريعة، بل تناقضها.
لقد ساهم التحول الاجتماعي السريع، مع انتشار التعليم وتغير نمط الحياة، في حدوث خلل بين التوقعات والواقع. عُزوفٌ عن الزواج، خوفٌ من المسؤولية، ثقافة تُحمّل المرأة وحدها عبء الحفاظ على البيت، بينما يتنصّل بعض الرجال من القوامة الشرعية التي تقوم على الرعاية لا السيطرة، وعلى المسؤولية لا التسلط.
هذا التشوّه جعل من “المؤسسة” الأسرية في نظر الكثير من النساء تجربة محفوفة بالمخاطر، لا تعبّر عن المقصد الشرعي الذي جعل من الزواج نواة للأمة المسلمة، وميدانًا لبناء جيل متماسك، نفسياً وفكرياً ودينياً.
ومن هنا، يجب أن يُفهم أن المحافظة على البيوت ليست مسؤولية المرأة وحدها، بل هي همٌّ مشترك، ينبع من شعور ديني قبل أن يكون عاطفيًا. فالرجل مكلّف بالقوامة، والمرأة بالأمانة، وكلاهما مسؤول عن صون الكيان الذي به تقوم المجتمعات وتُبنى الأوطان.
في الختام، فإن رفض النسوية لا يعني التغاضي عن مواطن الخلل في الواقع، بل يعني البحث عن حلول تنطلق من داخل المنظومة الإسلامية نفسها، لا من تيارات دخيلة مشوهة. علينا أن نعيد بناء مفهوم “البيت المسلم” من جديد، وفق ما أراده الله، لا وفق ما فرضته الأعراف أو صنعه الإعلام.
روابطنا علي مواقع التواصل الإجتماعي
فيس بوك https://www.facebook.com/Almostqbal
قناتنا علي واتساب https://chat.whatsapp.com/EZ7olCEoi0V96RoheXyco6
منصة تويتر https://x.com/fmrd2019?t=o3U_8omf-ONeiHfRJEJopA&s=09
تليجرام https://t.me/futuremrdhttps://
#إصلاح_تنمية
[ad_2]
Source


