[ad_1]
« الجريدة » هذا الصباح … معركة جديدة في بلد أرهقته الحروب والمجاعات والانهيار الصحي
* وباء جديد يهدد السودان: الكبد الوبائي ينتشر في ولايتي الجزيرة والخرطوم
* 102 إصابة في الجزيرة وحالتان مؤكدتان في الخرطوم
الجريدة – فدوى خزرجي
بعد أن أنهكت حُمّى الضنك والملاريا أجساد السودانيين، وهدأت نسبياً موجة الكوليرا في ولايتي الخرطوم والجزيرة، عاد خطراً جديد يلوّح في الأفق الصحي المنهار بالبلاد: التهاب الكبد الوبائي، الذي بدأ يتمدد بصمت من ولاية الجزيرة نحو العاصمة.
انتشار مقلق في الجزيرة وظهور إصابات بالخرطوم
كشفت أخصائية الباطنية والأوبئة وعضو اللجنة التمهيدية لنقابة أطباء السودان – فرعية خصوصي أم درمان – د. أديبة إبراهيم السيد، عن رصد 102 حالة إصابة جديدة بالكبد الوبائي في ولاية الجزيرة، إلى جانب ظهور حالتين مؤكدتين في الخرطوم.
وقالت لـ«الجريدة» إن “العدد في تزايد يومي، مما يشكّل خطرًا حقيقيًا على صحة المواطنين في ظل غياب الرقابة البيئية وتدهور الخدمات الصحية.”
وأضافت أن انعدام الأدوية وتوفر مضادات الفيروسات فقط في السوق السوداء فاقما الوضع سوءًا، مطالبةً وزير الصحة الاتحادية د. هيثم محمد بإعلان الوباء رسمياً حتى تتمكن المنظمات الصحية من التدخل العاجل ودعم البلاد بدلًا من “الاستهتار بالأزمة”، على حد قولها.
بيئة خصبة للأوبئة
وأوضحت د. أديبة أن تدهور البيئة الصحية يمثل العامل الأخطر في انتشار الأمراض، مشيرة إلى أن تراكم النفايات ونمو الحشائش والمياه الراكدة حول الأحياء السكنية خلق “حاضنات مثالية لنمو الفيروسات الكبدية والبكتيريا والطفيليات.”
وأضافت أن هذه البيئة الهشة جعلت من ولايتي الجزيرة والخرطوم ساحة مفتوحة للأوبئة في ظل غياب الخدمات الصحية الأساسية.
ما هو التهاب الكبد الوبائي؟
تشرح د. أديبة أن المرض عبارة عن عدوى فيروسية تصيب الكبد نتيجة الإصابة بأحد فيروسات (A، B، C، D، E)، ولكل نوع طريقته في الانتقال:
· فيروس A وE: ينتقلان عبر الطعام والمياه الملوثة.
· فيروس B وC: عبر الدم والسوائل الجسدية.
· فيروس D: يصيب من يعانون أصلًا من فيروس B.
وحذّرت من أن المرض قد يتطور إلى تليّف أو سرطان الكبد إذا لم يُعالج بشكل عاجل، مؤكدة أن “الوقاية والتطعيم هما خط الدفاع الأول في ظل ضعف النظام الصحي.”
الوقاية خير من العلاج
دعت الأخصائية إلى الإسراع في تطعيم المواطنين ضد فيروسات الكبد A وB، وتحسين خدمات المياه والصرف الصحي، وضمان سلامة نقل الدم.
كما شددت على ضرورة توفير الأدوية المضادة للفيروسات ودعم المراكز الصحية الريفية التي تفتقر إلى الكوادر والإمدادات الطبية.
دعوة لإعلان الطوارئ الصحية
وطالبت د. أديبة السلطات الصحية باتخاذ خطوات عاجلة تشمل:
1. تحسين البنية التحتية للمياه والصرف الصحي.
2. تكثيف حملات التوعية والنظافة العامة.
3. توفير اللقاحات والأدوية بصورة عاجلة.
4. تنسيق الجهود بين وزارات الصحة والبيئة والمحليات.
وأكدت أن استمرار الحرب والانهيار البيئي وراء الانفجار الصحي الذي تشهده البلاد، وأن وقفها أصبح شرطًا لإنقاذ حياة المدنيين.
ختامًا… أجساد تواجه الأوبئة وحدها
وبينما يواصل الكبد الوبائي تمدده في ولاية الجزيرة ويطرق أبواب العاصمة، تبقى أجساد السودانيين العارية من الوقاية والعلاج في مواجهة مفتوحة مع الأوبئة.
إنها معركة جديدة في بلد أرهقته الحروب والمجاعات والانهيار الصحي، فيما تظل الحاجة ماسة إلى خطة طوارئ وطنية عاجلة تعيد الحياة إلى جسد الوطن قبل فوات الأوان.
وَغَمْضُ العَيْنِ عن شَرٍّ ضَلالٌ وغَضُّ الطَّرْفِ عن جَوْرٍ غَبَاءُ #شبكة_رصد_السودان
[ad_2]
Source


