[ad_1]
« الجريدة » هذا الصباح … نرد عليه بأننا نشتري المجد بأغلى ثمن .. فليعش سوداننا علما (فوق) الامم ..
عصب الشارع – صفاء الفحل
بالليل بجازفونا ..
في منتصف الليلة التي سبقت صباح فض الإعتصام المشؤومة وفي كبري الحديد الرابط بين الخرطوم وبحري وأنا في طريق عودتي للمنزل إلتف حولي مجموعة من شباب الثورة وهم يهتفون بمرح وعفوية .. ماتمشو تخلونا ..بالليل بجازفونا ..
وهذا ماحدث فعلاً حيث راح أعداد كبيرة منهم نتيجة غدر ذلك الصباح الأغبر في أكبر مجزرة مخطط لها ترتكبها دولة ضد شبابها وهم ما زالوا في الذاكرة وخالدون في ذاكرة الوطن بوجوههم النيرة المرحة وتوسلاتهم (الحنينه) واحساسهم المسبق بالغدر الذي ينتظهرهم ..
وما زلنا نحمل أماناتهم وعلى دربهم سائرون ..
فرق شاسع بين ذلك الهتاف العفوي ووظيفة (هتيف) المصنوعة براتب، المعروفة في الأنظمة الدكتاتورية وحكم الفرد والتي في إعتقادي لا تقل وضاعة من وظيفة (مغتصب) التي إبتدعها النظام الكيزاني لإغتصاب إرادة المغيبين وقد كان الرئيس الليبي الديكتاتور معمر القذافي يكتب الهتافات التي تمجده بيده قبل توزيعها على جوقة الهتيفة التي ترافقه في حله وترحاله وهي أنواع ومدارس متعددة يمكن إستخدامها في الفن مثلاً كما كان يفعل الرئيس الراحل نميري وهو يجمع الشعراء والفنانين لتمجيده .. ابوكم مين .. نميري .. والشعب قسم لنميري نعم .. وأيدناك بايعناك .. وتسلم يا أبعاج اخوي يادراج المحن وغيرها ..
كما أنها يمكن أن تمثل صحفي باع قلم الحقيقة .. أو وزير أرزقي .. أو حتى رئيس وزراء لا تهمه سمعة الوطن بقدر ما يهمه إرضاء من جاءوا به ويفعل كل شيء لينال رضاهم ويبقى في موقعه حتى ولو بالهتاف الاجوف..
واختيار (الهتيف) في الانظمة الدكتاتورية لا يتم عبطاً ويحتاج لمواصفات خاصة أهمها أن يكون بلا موهبة وعاطل عن التفكير السليم يجيد فن الإنكسار جهوري الصوت أعمى البصيرة سهل الإنقياد والأهم من كل ذلك أن يحمل مسحة من (الهباله) تجعله حتى لا يفهم مدلول الهتاف الذي يردده أو أبعاده وقد عرف السودان العديد من هؤلاء الهتيفة خاصة خلال فترات الحكم العسكري الديكتاتوري وقد تحول بعضهم لأثرياء معروفين وتطور بهم الحال إلى أرزقية ما زالو (يهتفون) زورا بأمجاد الحكم العسكري من خلال الاجهزة الإعلامية من صحفيين وخبراء استراتيجيين ومسئولين ووزراء في دولة الهتاف والاكاذيب ..
قالها الثوار وهم لا يدركون بأنه سيأتي زمن أغبر (يجازف) حتى بكرامتنا بعض الأرزقية وهم يرفعون هتافات تستشرف المستقبل ويقدم من خلالها شباب ثورة ديسمبر نماذج خالدة ما زالت ترسم خريطة مستقبل الوطن فلا مستقبل دون عودة العسكر للثكنات وحل مليشيا الجنجويد وكافة الجيوش والمليشيات الموازية وتظل في القلوب (كل البلد دارفور) كما إن هتافات لا يشتم منها غير رائحة الأرزقية النتنة والإنكسار والتملق القذر.. ولكنها تجعلك (تتقيأ) عندما تصدر من شخص يدعي تمثيلك وتمثيل الوطن ليهتف ذلك (الهتيف) الذي غلبت عليه طبيعته التي لن يستطيع الخلاص منها وتناسى في لحظة الإنكسار تلك بأنه وضع يده على المصحف مقسما ك (رئيس للوزراء) بحماية كرامة الوطن ممجدا رئيس دولة أخرى عاش (الرئيس أسياسي) ليضع كل كرامة الدولة تحت حذائه ويمسح بكرامة كل الشعب بلاط الارض ..
ونرد عليه بأننا نشتري المجد بأغلى ثمن ..
فليعش سوداننا علما (فوق) الامم ..
عاش السودان حراً مستقلاً
وسودانا .. فوق .. فوق ..
والمجد والخلود لصانعي هتاف الوطن الحقيقي من شهدائنا الأماجد الخالدون ..
وَغَمْضُ العَيْنِ عن شَرٍّ ضَلالٌ وغَضُّ الطَّرْفِ عن جَوْرٍ غَبَاءُ
#شبكة_رصد_السودان
[ad_2]
Source


