[ad_1]
بروفايل
…………….
الراحل الشيخ يس عمر الإمام
سيرة حياة، مواقف، وبطولات
الشيخ يس عمر الإمام(1931–2012)
هو أحد أبرز رموز الحركة الإسلامية السودانية وصاحب تضحيات كبيرة و سيرة حافلة بالعلم و الدعوة والمواقف الجريئة التي شكلت وجدان جيل كامل من الإسلاميين وغيرهم، لم يكن يس مجرد قيادي تنظيمي في هياكل الحركة بل كان ضميراً حياً داخلها وصوتاً ناقداً لا يخشى في الحق لومة لائم امتاز بحضور فكري وروحي وبقدرة استثنائية على الجمع بين الصرامة والانفتاح الاجتماعي وبين الانتماء الإسلامي العميق والروح الوطنية المتجذرة، في هذا البروفايل نرسم ملامح شخصيته من خلال نشأته و مسيرته الدعوية والتنظيمية ومواقفه السياسية وبطولاته وأثره في المجتمع السوداني.
النشأة والبيئة.
ولد الشيخ الجليل يس عمر الإمام عليه الرحمة في مارس 1931م بمدينة أم درمان في بيت عرف بالعلم والدين والكرم، والده عمر الإمام كان إماماً لمسجد أمدرمان الكبير وجده أحمد مكي إمام مسجد أرباب العقائد بالخرطوم، نشأ يس في بيئة دينية وتلقى تعليمه الأولي في الخلاوي ثم انتقل إلى التعليم المدني وتخرج من المدرسة القبطية الثانوية بحي المسالمة بأمدرمان
رغم أن إخوته التحقوا بالمعهد العلمي اختار يس هو طريقاً مختلفاً فانفتح على التيارات الفكرية في المدارس المدنية وانضم في بداياته إلى مجموعة شيوعية قبل أن يعود إلى جذوره الإسلامية ويلتحق بحركة التحرير الإسلامي في خمسينيات القرن الماضي.
الدعوة والعمل الإسلامي
انخرط الشيخ يس عمر الإمام مبكراً في العمل الدعوي وكان من أوائل من أسسوا الحلقات الإسلامية خارج الجامعة وشارك في بناء التنظيم الإسلامي في السودان تميز بأسلوبه التربوي حيث كان بيته في ود نوباوي بمثابة “تكية” لطلاب العلم يؤوي الفقراء ويقيم حلقات القرآن ويستقبل الزوار بلا حواجز ، كان من دعاة الوسطية يرفض الغلو والتكفير والتطرف ويؤمن بأن الدعوة لا تنجح إلا بالرحمة والصدق وقد ساهم في صياغة الخطاب الإسلامي السوداني الذي يجمع بين الأصالة والانفتاح.
المواقف السياسية والبطولات.
– يحسب للشيخ يسن انحيازه للحق في لحظة الانقسام
عندما انقسمت الحركة الإسلامية عام 1999م بين جناحي البشير والترابي اختار يس عمر الإمام الانحياز لمعسكر الترابي رغم أن ذلك كان بحسابات السياسة هو الخيار “الخاسر” سياسياً لكنه فعل ذلك عن قناعة ورفض أن يساوم على مبادئه وقد وصفه المقربون بأنه “اختار أن يكون في صف الفكرة لا في صف السلطة ووقف ضد الرئيس البشير وقفة قوية حينها وانبه بخروجه على الشيخ حسن الترابي واوضح للرئيس ان ما تقومون به لا يمثل المؤسسية، فرّد عليه البشير، من اليوم مافي مؤسسية في بندقية، فخرج الشيخ يس مقاضباً متجهاً إلى المنشية.
* يحفظ له التأريخ موقفه من المغتربين في موسم حج (1992م)
في لقاء شهير بمكة المكرمة حيث خاطب المغتربين السودانيين بقسوة متهماً إياهم بالتقصير في حق الوطن والدين ودعاهم للعودة والمشاركة في البناء ورغم شدته لم يغضب الحضور بل جادلوه بأدب وانتهى اللقاء بمودة مما يعكس قدرته على الجمع بين الحزم والرحمة
* الوفاء لرفاقه القدامى
رغم انتمائه الإسلامي حافظ الشيخ يس عمر الامام على علاقات طيبة مع رفاقه السابقين في الحزب الشيوعي وكان يزورهم ويستقبلهم في بيته مما يعكس روحاً إنسانية عالية وقدرة على تجاوز الانتماءات الحزبية لصالح العلاقات الإنسانية والعلاقات السياسية التي تجمع الناس حول هدف واحد هو وحدة الوطن وسلامته.
* الجرأة في النقد الداخلي
عرف عن “عم يس” كما يحلو لبعض مريديه في صف الحركة الإسلامية أنه كان من القلائل في قياداتها الذين انتقدوها من داخلها وواجه القيادات بأسمائهم لا بألقابهم وكان يرفض التبرير السياسي للخطأ ويطالب بالإصلاح الجذري وقد وصف بأنه “ضمير الحركة الإسلامية”
* وصيته في أيامه الأخيرة
حين زاره سفير دولة جنوب السودان في لحظاته الأخيرة أوصى الرئيس عمر البشير بضرورة وحدة السودان والتعايش السلمي مما يعكس حرصه على الوطن رغم الانقسام السياسي والديني، كان الشيخ يس لا يؤمن بقطرية الدعوة وانما يؤمن بعالميتها التي لا تحدها حدود او فواصل .
* العمل النقابي والبرلماني
شارك يس عمر الإمام في العمل النقابي منذ شبابه وكان من أبرز المدافعين عن حقوق المعلمين والموظفين كما انتُخب نائباً في البرلمان السوداني حيث كان صوته مميزاً في الدفاع عن القيم الإسلامية وعن الفقراء والمهمشين لم يكن برلمانياً تقليدياً بل كان يستخدم المنبر للتعبير عن هموم الناس وكان يرفض الصفقات السياسية ويطالب بالشفافية والمحاسبة.
* الفكر والتربية
الشيخ يس عمر الإمام عرف عنه مفكراً تربوياً يؤمن بأن التغيير يبدأ من الإنسان وقد ركز في دعوته على بناء الشخصية الإسلامية المتوازنة التي تجمع بين العبادة والعمل وبين الإيمان والعقل كان يرفض التلقين ويدعو إلى الحوار ويشجع الشباب على التفكير والنقد وقد ترك أثراً كبيراً في تربية أجيال من الإسلاميين الذين تعلموا منه الصدق والشجاعة والانفتاح.
* بطولاته الإنسانية
إيواء الفقراء:-
بيته كان مأوى للفقراء يطعمهم ويؤويهم ويعلمهم حتى ضاقت داره بهم وكان يلقب بـ”أهل الصفة” في ود نوباوي
الكرم والبذل:-
كان سريع الدمع لشكوى المحتاج يعطي مما قل أو كثر ويشارك الناس في أفراحهم وأتراحهم.
الزهد في المناصب:-
رفض الشيخ يس في حياته المناصب الوزارية أكثر من مرة وفضل أن يبقى في صف الدعوة بعيداً عن السلطة.
الوفاء للعلماء:-
كان يزور العلماء الكبار ويشارك في مجالسهم ويحرص على تكريمهم ويذكرهم بالخير في كل محفل.
شخصيته القيادية
الشيخ يس عمر الإمام كان صاحب رأي مستقل لا يتبع أحداً تبعية عمياء بل يناقش ويعترض ويقترح ، كان قادر على الجمع بين المتناقضات حيث جمع بين الصرامة والانفتاح الاجتماعي وبين الانتماء الإسلامي والروح الوطنية محبوب من الجميع يحبه الإسلاميون ويحترمه اليساريون ويقدره عامة الناس.
وفاته وأثره
توفي الشيخ يس عمر الإمام في 2012م بعد حياة حافلة بالعطاء وقد نعاه الجميع من مختلف التيارات باعتباره رمزاً وطنياً وداعيةً مخلصاً وإنساناً نادراً
ترك وراءه إرثاً من المواقف والبطولات والدروس التي لا تزال تلهم الأجيال الجديدة في السودان وخارجه.
[ad_2]
Source


