الجريدة هذا الصباح..
قيادات عسكرية داخل المؤسسة تنصح البرهان بضرورة الاستجابة للتفاوض وفق رؤية المجتمع الدولي!!
أطياف
صباح محمد الحسن
رغبة!!
طيف أول:
لعقارب الساعة التي فقدت الوقت، وللحظات التي وُلدت كفيفة، ولذلك الظل الذي صفع وجهه على الماء!!
ولم يكن سعي القوى المدنية لجمع طرفي الصراع على طاولة حوار دعوة وُلدت في هذه اللحظات الخانقة، لكنه كان شعورًا مبكرًا أدرك أن ما سيحدث بعد سنوات، بعد حصاد الأسى،يجب أن يتم منذ الشهر الأول للحرب دون الحاجة إلى عض سبابة الندم.
ففي ديسمبر من العام 2023، أعلن دولة رئيس الوزراء السوداني السابق، الدكتور عبد الله حمدوك، عن مبادرته بطلب لقاء عاجل مع كل من الفريق أول عبد الفتاح البرهان، القائد العام للقوات المسلحة، والفريق محمد حمدان دقلو (حميدتي)، قائد قوات الدعم السريع، وذلك بهدف التشاور حول السبل الكفيلة بوقف الحرب الدائرة في البلاد.
وقد أوضح الدكتور حمدوك حينها، عبر حسابه الرسمي على منصة “إكس”، أنه بعث برسالتين خطيتين إلى القيادتين العسكريتين، نيابةً عن تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية (تقدم)، يدعوهما فيهما إلى لقاء مباشر بغرض التباحث حول إنهاء النزاع.
وفي ذات السياق، بعدها جدد تحالف القوى المدنية “صمود” دعوته المتكررة لقيادة الجيش، عبر منابر متعددة، إلى التراجع عن نهج التصعيد العسكري، مؤكدًا أن إرادة الشعب السوداني تنادي بوقف نزيف الدم، وأن الاستجابة لهذه الإرادة تُعد واجبًا وطنيًا وأخلاقيًا. وقد عبّر عدد من قيادات التحالف عن أملهم في أن يلتقط طرفا الصراع هذه الدعوة الصادقة، ويضعا حدًا للمأساة الإنسانية المتفاقمة.
، وظلت القوى المدنية تؤكد أن وقف العمليات العسكرية وإغاثة المواطنين يمثلان حجر الأساس لأي حل سياسي مستدام.
ومن هنا، فإن الحديث عن لقاء محتمل بين قيادة “صمود” وقيادة الجيش لا يطرح تساؤلات حول رغبة التحالف المدني في السعي للحوار، إذ إن هذا المسعى ظل ثابتًا منذ اليوم الأول للنزاع، بل إن السؤال الحقيقي يتمثل في مدى استعداد القيادة العسكرية للاستجابة لمبادرة القوى المدنية الديمقراطية، التي طُرحت منذ أكثر من عامين.
إن كل خطوة تقرّب بين “صمود” وقيادة الجيش، أو قيادة تأسيس، تصب في خدمة المشروع الوطني الذي تتبناه القوى المدنية، والمتمثل في وقف الحرب ورفع المعاناة عن الشعب السوداني عبر الحوار.
وكنا قد أشرنا قبل شهر إلى نجاح القوى المدنية في برنامجها السياسي الرامي إلى وقف الحرب، واستندنا إلى جملة من الأسباب التي تعزز هذا الرأي. واليوم، وعلى الرغم من تصريح الدكتور بكري الجاك بأن “صمود” منفتحة على لقاء قيادة الجيش متى ما استجابت لدعواته المتكررة، إلا أن الجاك أكد أنه لا يوجد موعد محدد حتى الآن لأي لقاء أو اجتماع) .
عليه وإن تحقق هذا اللقاء المرتقب بين القوى المدنية وقيادة الجيش، فإنه بلا شك يصب في مصلحة السلام، الهدف الذي تسعى إلى تحقيقه “صمود”، وهو الذي ينبغي أن يسمو فوق كل المصالح الأخرى.
وبالأمس، أفادت مصادر مطلعة بأن قيادات داخل المؤسسة العسكرية نصحت الفريق البرهان بالاستجابة لدعوات المجتمع الدولي لوقف الحرب عبر التفاوض، وذلك تماشيًا مع رغبة الشعب السوداني، ومع المتغيرات المتسارعة في المشهدين الإقليمي والدولي.
وفي المقابل، أشارت المصادر إلى أن جهات أمنية محسوبة على النظام البائد تسعى إلى تسريب معلومات حول الاجتماعات التي تُعقد بين البرهان وقيادات عسكرية، والتي تناقش خيار السلام وإمكانية الانخراط في مسار تفاوضي جاد بغرض إفشالها.
ولو تحقق ما تسعى إليه القوى المدنية، التي ظلت تنتظر استجابة من البرهان، فإنها تؤكد بذلك أن دعوتها للحوار ليست مناورة سياسية، بل تعبير صادق عن التزامها الوطني تجاه الشعب السوداني، الذي يدفع يوميًا ثمنًا باهظًا لاستمرار الحرب.
إن تمسك “صمود” بخيار السلام ينبع من قناعة راسخة بأن الحل العسكري لا يمكن أن يفضي إلى استقرار دائم، وأن الطريق الوحيد نحو مستقبل آمن يمر عبر طاولة الحوار، حيث تُطرح الرؤى وتُبنى التفاهمات على أساس المصلحة الوطنية العليا، بعيدًا عن منطق الغلبة والانتصار العسكري.
لذلك، فإن أي لقاء يجمع بين القوى المدنية المناهضة للحرب وقيادة المؤسسة العسكرية لا يُعدّ مجرد خطوة تفاوضية، بل يمثل ركيزة أساسية في تعزيز وحدة الصف الوطني وتكثيف الجهود السودانية الرامية إلى إنهاء النزاع.
كما أن هذا التقارب من شأنه أن يُضعف خطاب التصعيد ويحدّ من تأثير دعاة الحرب، الذين يسعون إلى إدامة الأزمة وتغذية الانقسام، في وقتٍ تتعاظم فيه الحاجة إلى صوت العقل والحكمة والانحياز لمصلحة الوطن العليا.
طيف أخير:
#لا_للحرب
كشف نقيب الصحفيين السودانيين، عبد المنعم أبو إدريس، عن مقتل 32 صحفيًا سودانيًا منذ اندلاع الحرب في السودان) .
وهو مايكشف أن الزملاء في صاحبة الجلالة ظلوا يقفون على تخوم الخطر والمعاناة، سيما الذين يتواجدون في مناطق الصراع.
#شبكة_رصد_السودان
Source