الجريدة هذا الصباح..
الثورة ليست مادة قابلة للإلغاء، اسأل البرهان عن خطر المحاولة، واسأل الكيزان عن رهق المؤامرة ونتائج الفشل!!
أطياف
صباح محمد الحسن درس الثورة!!
طيف أول:
جاءت ملء الشمس، لتضيء عتمة كل الزوايا، ترفع وسطى وسبابة لتفتح ربيعنا، وتطفئ نيران الغدر والظلم والفساد. وحدها من منحت الوطن معراجه، ستعود وفي يدها شعلة الأمل والبريق!!
وفي هذا الزمن الأغبر، الذي صار فيه “السطحيون” يتحدثون عن العمق، خرج علينا الممثل فضيل، أحد منتجات الحقبة البائدة، ليطالب بإلغاء درس “حرية، سلام، وعدالة” من المناهج
وكأن الثورة التي زلزلت عرش الطغيان يمكن محوها بممحاة وزير التربية، أو بتصريح من ممثل لم يتجاوز يومًا حدود الموهبة “العبيطة”.
فمطالبة الرجل هي المقياس الحقيقي والفرق مابين وعي الثورة التي وضعت الدرس ، وبين العقلية البائدة التي تطالب بحذفه!!
فثورة ديسمبر ليست درسًا في كتاب، بل نبض في القلوب، وذاكرة في الوجدان، ودماء في الشوارع. ولأن فضيل جاء في زمن “تعليب” المواهب، ولم يلمع نجمه إلا في موسم إنتاج الحكومة بعض “العاهات” في مجال الفن والتمثيل والإعلام
لتشغل الناس عن قضايا القتل والفساد، وظن الرجل أنه شخصية مؤثرة. فبينما كان شباب الثورة يفتحون صدورهم للرصاص، كان فضيل يقدم مشهدًا هزليًا أجوف
فالرجل الآن يبدو أنه يريد درسًا في كتاب اللغة العربية بعنوان “فتك ومتك”، بدلًا من درس الثورة، وكأننا بحاجة إلى مزيد من “العلل في زمن الجراح”. وفضيل لا يعرف عن الثورة شيئًا، لأنه ببساطة لم يكن يومًا جزءًا منها، بل هو جزء من فشل هذه المنظومة التي تخصصت في صناعة “الترندات” للتغطية على المجازر، وحمى الضنك، والموت بالسلاح الكيماوي. بينما كان الناس يموتون
فبربكم، ماذا قدم فضيل للفن سوى مشاهد سطحية لا تصمد أمام لحظة من لحظات الثورة فبسمة المحجوب وحدها كتاب، وكلمات مطر درس لاينسى، ونظرات ست النفور واحة حياة رغم رحيلها. فبأي حق تتحدث عن قيمة الثورات وأنت ابن الأنظمة الدكتاتورية الباطشة، التي حولت الأطفال إلى جنود في الميدان
و (المغشوش) ربما ظن أن الشهرة في زمن الانحطاط تمنحه حق التنظير!!
وهل الذي يطالب بحذف دروس الثورة من المنهج، يجرؤ على قول كلمة حق في وجه سلطان جائر!! قتل الأطفال وشردهم وحرمهم من التعليم.
وليسأل فضيل لماذا حُرم آلاف الأطفال من التعليم؟ وماذا حدث للتعليم منذ انقلاب البرهان على الثورة الي يوم الحرب وبعده، وهل شهد التعليم تدهورًا أكثر مما يشهده الآن
فالثورة ليست مشهدًا تمثيليًا ينتهي بالتصفيق، بل هي ملحمة من دماء وأرواح، من صدور عارية واجهت الرصاص، شباب كتبوا التاريخ بأرواحهم ،
فالرجل لا يهاجم درسًا في المنهج، بل يهاجم ذاكرة شعب، يهاجم وجدان أمة، يهاجم الحقيقة التي لا يمكن طمسها. ومهما حاولت أدوات الإلهاء أن تصنع ضجيجًا، فلن تغطي على صوت الثورة الصادح بالسلام والحرية والعدالة . ومن لم يكن في لحظة الحقيقة، لا يحق له أن يتحدث عن معناها.
كما أن التمثيل ليس مجرد مهنة بل هو مسؤولية أخلاقية وفكرية. ومن يعتلي خشبة المسرح أو يظهر على الشاشة، يعتلي وجدان الناس، ويؤثر في وعيهم. فإن خان هذه الثقة، فقد خان رسالته، وخان الفن والوطن.
والممثل الحقيقي لا يهاجم الثورة، بل يجسدها. لا يروّج للحرب، بل يفضحها. لأن المسرح والدراما وُجدتا لتكونا صوتًا للضعفاء، لا صدىً للجلادين فليعلم فضيل أن الفن لا يسخر من الدم، لا يستهين بالتضحيات.
الفن يخلّد من ماتوا لأجل الحرية، لا يستهزئ بهم.
حتى يسقط ولايجد له مكانًا في ذاكرة الشعوب، مهما علا صوته أو زادت شهرته.
والعلاقة بين الفن والرسالة الوطنية هي علاقة مسؤولية، لا مجاملة. علاقة التزام، لا شهرة. علاقة ضميرلا ترند. ومن لا يدرك ذلك، عليه أن يعيد قراءة النص.
فالذي يهاجم السلام، يرحب بالحرب.
وقد لايكون فضيل يدافع عن الأطفال، لأن لا خوف عليهم من ديسمبر، بل يروّج لخطاب يقتلهم، يحرمهم من العلم ومن المدارس.
خطاب تغذية العقول بالجهل . فالذي يبغض السلام و يرفض الحرية هو مقيد ومُقعد، والذي يرفض العدالة يؤمن بالظلم ويدعو لاستمراره.وهذا يتعارض مع رسالته ويسقط أعظم القيم الإنسانية بداخله
فالثورة ليست مادة قابلة للإلغاء، اسأل البرهان عن خطر المحاولة، وهل استطاع أن يمحو الثورة حتى من ذاكرته!!
واسأل الكيزان عن رهق المؤامرة ونتائج الفشل!!
والحديث هنا ليس عن فضيل ولكن عن “ظاهرة فضيل” التي درجت على التعدي على الثورة
لذلك يأتي السؤال :
من الذي دفع فضيل لمهاجمة الثورة في هذا التوقيت!!
فهل ما زالت القلوب يسكنها الخوف من الثورة
أم أن الهجوم جاء ليغطي على شيء ما!!
فإن كانت هناك خطة جديدة للمؤامرة على الوطن والشعب، فالوقت انتهى، وإن القادم… قادم!!
طيف أخير:
#لا_للحرب.
إتجاه دولي جديد للتعاطي مع الازمة السودانية ودوائر عدلية تحاول إضافة نص!!.
#شبكة_رصد_السودان
Source