الجريدة هذا الصباح..
هل تعمل الولايات المتحدة الأمريكية على صياغة ورقة ثنائية بعيدا عن ورقة الرباعية !!
أطياف
صباح محمد الحسن
خطة موازية!!
البحر لا يغرق في ذاته، بل يحاول أن يبحر بالآمال إلى الضفاف!!
ويبدو أن الولايات المتحدة الأمريكية وضعت خطة رديفة بجانب الخطة الرباعية الدولية، تسعى فيها إلى تلافي عمليات قطع طريق السلام، من قبل جهات داخلية وخارجية
ولم يكن الاجتماع الوزاري الذي نظّمه الاتحاد الأوروبي وفرنسا وألمانيا والمملكة المتحدة بشأن السودان، على هامش الدورة الـ80 للجمعية العامة للأمم المتحدة، هو مجرد اجتماع للترحيب ببيان الرباعية، بل كان طريقًا موازيًا تضع فيه أمريكا ملامح للخطة (ب) التي قد تدفع بها حال لم تستحيب الأطراف الي دعوة الرباعية
فالمعلومات أكدت أن الولايات المتحدة الأمريكية حريصة على الوصول إلى حل للأزمة السودانية، وليس مجرد الوصول إلى تفاوض، ما يعني أن سعيها للحل لا يتوقف عند الدعوة للتفاوض، وأن هدفها هو الوصول إلى حل للأزمة ولو بطرق أخرى.
ومن هنا، طرحت بيان الرباعية للتنفيذ بعدما جمعت فيه جميع الدول ذات العلاقة بالحل،
لكنها لم تصب حبر الخطة كله في بيان الرباعية، وفتحت جسورًا للتواصل بينها وبين الدول الأوروبية والمملكة المتحدة بعيدا عن الدور الاقليمي العربي .
وترى أن بريطانيا يمكن أن تلعب دورًا كبيرًا، ليس فقط في دعم الخطة (أ) ، بيان الرباعية، بل يمكن أن تشكل معها ثنائية قوية تدعمها في تنفيذ الخطة (ب).حال لم تستحب الأطراف
فالاجتماع الوزاري، بالرغم من أنه جمع حتى الدول الأعضاء في الرباعية، إلا أنه ووفقًا لبيانه أنه تم لمعالجة الوضع في السودان وتنسيق الجهود لخفض التصعيد وحماية المدنيين.
ولو أن أمريكا لم تفتح جسورًا جديدة مع الاتحاد الأوروبي، لاكتفت دول الاتحاد والمملكة المتحدة ببيان ترحيب بالرباعية، كما فعل الاتحاد الإفريقي والإيقاد، وحتى مبعوثة الاتحاد الأوروبي للقرن الإفريقي، أنت ويبر، التي أجرت اتصالًا مع قائد الدعم السريع، قالت: “ندفع باتجاه اتخاذ خطوات ملموسة لحماية المدنيين”، وهو الاتصال الذي تم بعد أسبوع من بيان الرباعية في 13 سبتمبر.
فالبيت الأبيض يبدو أنه يعمل الآن بترتيب موازٍ مع بريطانيا لضمان تنفيذ الخطة (ب) حال فشلت الخطة (أ).
وهنا يطرأ السؤال: هل هذا الانشغال هو سبب بطء حركة الرباعية وعدم الشروع في تنفيذ بنود بيانها الذي مر عليه أكثر من أسبوعين!!
وهل تساور أمريكا الشكوك حول نوايا الشركاء الإقليميين، أم أنها على يقين بأن الاستجابة للتفاوض قد تكون ضعيفة، طالما أن النظام الحاكم ناهض بيانها في السودان، مما يعد مؤشرًا واضحًا لعرقلة الجيش، الذي ربما رحّب فقط لكي لا تسلك أمريكا مسارًا آخر!!
ولذلك، تركز الآن على خطتها البديلة أكثر من الرئيسية.
ومدّ أمريكا يدها لبريطانيا، هل يعني أنها تبحث عن شريك “ندّ” يملك القوة في تحمل القرارات الأكثر جرأة، ويجعل حجتها مقبولة أمام العالم إن اتخذت إجراءً أكبر!!
الأمر الذي لايتوفر عند مجموعة الدول الرباعية، التي تقع جميعها تحت مظلة الحماية الأمريكية، في عالم أصبح فيه البقاء للأقوى!!
فالولايات المتحدة الأمريكية وضعت سقفًا محددًا لحل الأزمة الإيرانية مدته شهران، لكنها لم تنتظر انتهاء المدة التي منحتها لإيران، فقبل أن تجد طهران عذرًا للهجوم عليها بأنها لم تنفذ الاتفاق، باغتتها أمريكا بمباركة الهجمات الإسرائيلية.
فهذا لا يعني أن الإدارة الأمريكية قليلة الصبر وحسب، بل إن القرار فيها تحكمه مزاجية متقلبة، سيما إن شعرت بتحركات داخلية أو خارجية لهزيمة الرباعية، مما يدفعها فورًا لوضع الورقة الثنائية أعلى ورقة الرباعية.
وبهذا، تكون قد فاجأت العقلية المعارضة لبيان الرباعية بخطتها الثنائية، الأمر الذي سيكشف مدى السذاجة السياسية للعقلية التي تخطط الآن لهزيمة الرباعية، لأنها ركزت النظر فقط داخل الصندوق دون النظر إلى الخارج!!
وجلسة مجلس الأمن المغلقة التي عقدها الأعضاء بالأمس لمشاورات بشأن السودان، جاءت بطلب من الدنمارك، فرنسا، اليونان، بنما، جمهورية كوريا، سلوفينيا، والمملكة المتحدة.
ومن المتوقع أن يكون المجلس قد استمع إلى المبعوث الشخصي للأمين العام إلى السودان، رمضان لعمامرة، ومساعدة الأمين العام للشؤون الإنسانية، جويس مسويا.
وبالرغم من أن الجلسة لم تخرج بتوصيات حتى كتابة هذه السطور، وكأنها جلسة سرية إلا أنها ربما تكون بداية واضحة لتشكيل صياغة نص للإسراع في التعامل مع الوضع الإنساني في السودان، باعتباره ضرورة قصوى!!
طيف أخير:
#لا_للحرب
قال رئيس مجلس الوزراء المكلف، كامل إدريس:
“ناقشنا العقوبات مع المسؤولين الأمريكيين!!”
من هم المسؤولون الذين التقاهم كامل إدريس؟!
#شبكة_رصد_السودان
Source