منبر سونا و كامل إدريس… رسالة السودان من الأمم المتحدة
تقرير : المحرر السياسي
بورتسودان 1-10-2025 (سونا)- عاد إلى البلاد اليوم في الأول من أكتوبر، رئيس مجلس الوزراء الدكتور كامل إدريس، محملاً بالكثير من الأحاديث والملفات المهمة بعد مشاركته في أعمال الدورة الـ80 للجمعية العامة للأمم المتحدة.
وصل رئيس الوزراء إلى مطار بورتسودان الدولي، حيث كان في استقباله حشد كبير من المواطنين ووفد رسمي ضم عددًا من رموز الدولة والشخصيات السياسية البارزة. المشهد كان حافلاً بالألوان والتفاعل، حيث تزين المطار بالعلم السوداني وارتسمت على وجوه الحضور علامات الفرح والترقب.
ومن المطار، توجه الدكتور كامل إدريس إلى قاعة جهاز الأمن بوسط المدينة، وسط أجواء من الحذر المعتاد، لكن مع طابع ودي أعطى الانطباع بأن اللقاء سيكون مختلفًا عن المعتاد. القاعة كانت تضج بالصحفيين والإعلاميين الذين زادهم شغفًا حضورهم لمتابعة تفاصيل الحدث عن قرب، وكلهم يتطلعون لسماع كلمة رئيس الوزراء مباشرة بعد عودته.
وفي تمام الساعة الثالثة عصرًا، وصل كامل إدريس إلى المنصة، برفقة وزير الثقافة والإعلام والسياحة، خالد الإعيسر، الذي أشرف على تنظيم المؤتمر الصحفي. ومع انطلاق الجلسة، بدا على رئيس الوزراء مزيج من الجدية والترقب، فيما كان الصحفيون يلتقطون كل حركة ونبرة صوت.
وفي كلمته، قال كامل إدريس:
“ها نحن عدنا للتو من المشاركة في أعمال الدورة الـ80 للجمعية العامة للأمم المتحدة، باسم حكومة الأمل والسودان وأهل السودان كافة. لقد أكدنا أن أهل السودان هم أهل العز والكرامة، والشعب الأبي، وجيش السودان القوي، وأن السودان بلد عظيم يملك من الموارد والمعادن ما يؤهله للمستقبل، وأطول الأنهار، وأعظم الثورات والحضارات والممالك، وأعظم البشر.”
وأضاف:
“طالبنا بسياسة دبلوماسية مباشرة لتصنيف المليشيات كتنظيمات إرهابية، وبكل قوة طالبنا بتحرير الفاشر ورفع الحصار عنه. كما أكدنا على سيادة السودان وهيبته، وضرورة تطهيره من كل المعتدين. وقد أرسلنا هذه الرسائل في كل المحافل الرسمية وعلى هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة، وعقدنا لقاءات مكثفة مع قادة العالم، ومع الأمين العام للأمم المتحدة ورئيس الاتحاد الأفريقي، ووجدنا تعاطفًا ودعمًا كبيرًا.”
وتابع رئيس الوزراء:
“المحور الأهم كان ضرورة تطهير الوطن من المليشيات ورفع الحصار عن الفاشر، ونحن في المقدمة وسنظل في المقدمة، رضي من رضي وأبى من أبى. وتمكنا من إيصال هذه الرسالة بكل وضوح.”
واختتم كلمته بالشكر لكل من ساهم في هذه الرحلة التاريخية:
“أود أن أشكر رئيس مجلس السيادة الذي ظل على تواصل يوميًا معنا، ورؤساء الدول، والأمين العام للأمم المتحدة، والأمين العام لجامعة الدول العربية، ورئيس الاتحاد الأفريقي، والوفد المرافق في هذه الرحلة التاريخية، وبعثة السودان في الأمم المتحدة، والسفارة بقيادة محمد عبدالله إدريس.”
ينفي وجود مجاعة:
أكد رئيس الوزراء د. كامل إدريس، عدم وجود مجاعة في السودان، مشيراً إلى أن ما يرد في بعض وسائل الإعلام والمنظمات لا يعكس الواقع، موضحاً أن ما يحدث هو حصار في بعض المناطق مثل الفاشر، ما يستدعي تحرك المجتمع الدولي لرفعه فوراً.
وشدد إدريس في المنبر التنويري بورتسودان، على أن السودان تجاوز مرحلة الحديث عن المجاعة نهائياً، ولن يُسمح بإعادة ترويج هذه المزاعم.
كما أعلن أن الشباب يمثلون الركيزة الأساسية لحكومة الأمل، كاشفاً عن خطط لتمكينهم عبر مشاريع إسكان وبرامج إنتاجية تفتح المجال أمامهم للمساهمة الفاعلة في التنمية.
هاتف الإعيسر:
كشف وزير الثقافة والإعلام والسياحة، خالد الإعيسر، حقيقة ظهوره وهو يرفع هاتفه داخل الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها الـ80.
وأوضح الوزير أن الهدف من رفع الهاتف كان للاطمئنان على بث الخطاب عبر وكالة السودان للأنباء “سونا” وتلفزيون السودان، نافياً ما تم تداوله على بعض المنصات الإلكترونية بشأن قيامه بالتصوير.
وأكد الإعيسر حرص الوزارة على نقل فعاليات السودان الدولية بشكل مباشر وشفاف للجمهور، مع الالتزام بالمعايير الإعلامية الرسمية.
ختام المؤتمر:
وقد تميز المشهد بتفاعلات طريفة بين الصحفيين وأعضاء الوفد في ختام المؤتمر وقدم كامل إدريس التحيه للمتواجدين وحظي بعض من الصحفيين بسلام وحديث مع رئيس الوزراء .
محاربة الفساد:
أقرّ رئيس مجلس الوزراء، الدكتور كامل إدريس، بوجود الفساد في مؤسسات الدولة، متعهّدًا بمحاربته عبر مكافحة الفساد. وأضاف أن جميع الوزراء في حكومة الأمل سيوقّعون على إقرارات ذمة لمكافحة الفساد المالي والإداري، وتابع قائلاً: “نحن في المقدمة، نحن في القمة، رضِي من رضِي وأبى من أبى”.
سد النهضة:
وفي سياق آخر، كشف عن إجرائه مراجعات تفصيلية حول مآلات سد النهضة عبر الدبلوماسية المباشرة مع مصر وإثيوبيا، لتفادي كوارث مشابهة للفيضان الذي ضرب البلاد مؤخرًا. كما أشار إلى أن وفد السودان المشارك في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة توصّل خلال اللقاءات الجانبية إلى تفاهمات مع رئيس الاتحاد الأفريقي، ورئيس مفوضية الاتحاد، وعدد من قادة الدول بشأن عودة السودان إلى عضوية الاتحاد الأفريقي.
والتي وصفها بانها مسالة وقت.
وأوضح أن الاتحاد الأفريقي هو الأحوج لعودة السودان، لا العكس، خاصة وأن السودان من الدول المؤسسة لمنظمة الوحدة الأفريقية، منوّهًا إلى وجود استجابة قوية من القادة الأفارقة، وأن العودة مسألة وقت. وأكد أن هناك تعهدات متفق عليها في إطار “السودان القوي، لا المنكسر”.
زيارة المملكة العربية السعودية:
تطرق كامل إدريس إلى نتائج زيارته الأخيرة إلى المملكة العربية السعودية على رأس وفد رفيع، مشيرًا إلى أنها كانت من أهم الزيارات التي أجراها.
حصار الفاشر:
وقال إدريس: “طالبنا المجتمع الدولي، خلال اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة، بضرورة تصنيف قوات الدعم السريع كميليشيا إرهابية، وفك الحصار عن مدينة الفاشر”.
وفي ختام حديثه، أشار إلى أن الوفد بحث ملف فك الحصار عن مدينة الفاشر والمدن الأخرى مثل الدلنج وكادوقلي، بالإضافة إلى ملف المساعدات الإنسانية في الأمم المتحدة، لافتًا إلى أن الجيش يتقدّم في الفاشر. وأضاف أن جميع المنظمات الدولية غير الحكومية جاهزة لعمليات الإسقاط داخل المدينة، وأن أي جهة – ميليشيا أو تمرد – ستُعاقب على عرقلة تلك العمليات. كما كشف عن مناقشات تفصيلية أجراها مع الإدارة الأمريكية والمنظمات الإنسانية بشأن العقوبات الأمريكية التي وصفها بـ”الظالمة”.
#سونا #السودان
Source