بعض الأصدقاء قالوا لي: صفحتك مُستهدفة بذبابٍ إسفيري ينطلق من منصّاتٍ مُوجَّهة لتلويث البوستات، الأفضل أن تُغلق التعليقات على غير الأصدقاء.
فقلت:
لو أردنا السلامة لغادرنا منصّات التواصل الاجتماعي ولزمنا الصمت الآمن، أو سايرنا في بعض المرات القطيع بحثاً عن اللايكات وتجنّباً للنقد والشتم.
نحن نقول كلمتنا ونمضي.
هاجمونا من كل صوب، وما اهتزّت لنا شعرة.
رمونا بسهام من كل اتجاه، وما نالوا من عزيمتنا قطرة .
تكاثروا علينا شمالاً ويميناً، فلم يُصِبْنا وهن أو خوف .
مستقلون، نعم… أمس واليوم وغداً. خدّامٌ في بلاط القرّاء.
نقوم بدور يشبه دور مؤسسات حماية المستهلك ومحاربة الغش التجاري.
نقف على بوابات الوعي حتى لا تتسرّب البضائع الفاسدة ومنتهية الصلاحية إلى أبناء شعبنا.
ومن حق القرّاء أن يكتبوا ما يشاؤون نقداً أو مدحاً أو تمنياً.
صدرنا يتّسع لكل ذلك، ما عدا البذاءة وفاحش القول.
أما الذباب الإسفيري الذي يتسلّل من نوافذ السماحة لتلويث البوستات بالقاذورات والبذاءات، فلا أملك أمامه إلا أن أذُبّه عن الصفحة وعن أصدقائي المحترمين بـ”بف باف الحظر”؛ فعلَ المضطر.
هذا واجبنا، وذلك حقّهم، وسلوانا أبيات الراحل صلاح أحمد إبراهيم:
لنا صبرٌ على المكروه إن دام جميل
هذه أعمالنا مرقومة بالنور في ظهر مطايا
لنا إرثٌ من الحكمة والحلم وحبّ الكادحين
وولاء، حينما يكذب أهليه الأمين.