مكي المغربي
التفريق بين تولد وتمدد وتمرد المليشيا.
مكي المغربي
لا شك أن هشام شمس الدين -في مناظرة الجزيرة- كان جيد العرض ساطع الحجة، وكان معبرا عن الصف الوطني، ولكن لا بأس من التحفظ على نقطة مسئولية البرهان جنبا إلى جنب مع قحت.
أنا أفرق في كارثة الدعم السريع بين ثلاثة مصطلحات: (تمدد) و (تمرد) و (تولد)، بالتأكيد الطور المدمر والأخطر هو (تمرد) مليشيا الدعم السريع والفاعل الأول فيه هو المليشيا مع قحت ودول العدوان، بدليل أن البرهان والجيش والشعب وجميع القوى السياسية باستثناء قحت-المركزي كانوا أهدافا للتمرد حتى الآن. للأسف (القحاتة) لا يزالون في صف هذا التمرد بالحياد الزائف أو بالتحريض ضد الصف الوطني المقاتل للتمرد.
تولد أي نشوء نسخ من مليشيا الدعم السريع مسئولية الانقاذ لا شك، لقد تولد من مليشيات قبلية الى حرس حدود إلى نسخة دعم سريع أولى إلى ثانية، وربما يكون التولد بدأ بالنسخة صفر في عهد فضل الله برمة ناصر وزير دفاع الديموقراطية الثالثة، وكان ذلك بتسليح العرب المراحيل.
هنالك مرحلة تمدد الدعم السريع والجميع مسئولين منها وليس البرهان وحده، لا أحد بريء، بدأت في الانقاذ وكان حولها خلاف، وشد وجذب لدرجة طرد أحمد هارون للمليشيا من شمال كردفان، ولكن بقيت المليشيا بأمر البشير داخل وخارج السودان، وشهد آخر عهد البشير بدايات التمدد الكبير، وكذلك البرهان وعدد من قيادات الجيش وقحت لهم دور في التمدد لانه كان عهدهم وهم شركاء سلطة، وبلغ الأمر بتسليم حمدوك الاقتصاد لقائد المليشيا. ولكنني أرى أن الحديث عن التولد والتمدد الآن غير مفيد، بل هو ضار لأننا في معركة مع (التمرد) وليس مع التولد أو التمدد. أرى الأفضل .. هجر الحديث عن أي شيء سوى التمرد، أرى أن يكون مقياس الخير والشر، الوطنية والخيانة، البطال والرجالة، الجهاد والنفاق، هو الموقف من التمرد وليس التولد ولا التمدد. الموقف من التمرد والقتال ضده بالنفس والمال والرأي.
في هذا السياق .. احترم رأي هشام وتحليله ولكنني أرى مكانه جلسات نقاش مؤجلة في سياق ما بعد القضاء على التمرد، لأن من يناقشه هشام (عضو صمود-مؤتمر سوداني) هو الذراع السياسي للتمرد ذاته بل هو شخص يخاف على مشاعر المليشيا التي هتكت العروض واختطفت البنات لتتخذهن جواري عندها، وممثل صمود يرفض ما يزعم أنه خطاب كراهية ضدها.
Source