#كتب #عثمان_عبدالله
وصلني مقطع مجتزأ من مقابلة أجراها عضو مجلس السيادة السابق محمد الفكي سليمان. وبما أنني أعرف الرجل جيداً منذ أن كان طالباً بجامعة الخرطوم، فقد أيقنت أن من عرفته بحصافته ورصانته لا يمكن أن يتورط في حديث بمثل ذلك السطح. لذلك آثرت التريث ولم أعلّق على المقطع أو على من أرسلوه، حتى أتمكّن من مشاهدة الحلقة كاملة. والحمد لله وجدت الوقت لذلك، فكان الأمر كما توقعت تماماً: حديث مبتور ومشوَّه.
لا أرى أن اجتزاء الحديث كان عفوياً من الموظف الذي قام بنشره، بل كان ذا غرض واضح. ويبقى السؤال: هل يحق لود الفكي المطالبة باعتذار من القناة أم يترك الأمر كما هو؟ في تقديري أن الأخلاق المهنية تقتضي من إدارة القناة سحب الفيديو والاعتذار عنه، لأن ما نُشر لا يعكس حقيقة ما قاله الرجل.
فبعد متابعة الحلقة كاملة، اتضح جلياً أن ما أوردته الجزيرة مباشر كان خارج سياقه، وهذه ليست المرة الأولى التي تلجأ فيها القنوات لسياسات تحريرية من هذا النوع. محمد الفكي كان واضحاً وصريحاً:
أكد أن المطلوب تحالف جديد لوقف الحرب يضم كل من ينادي بوقفها، وهو تحالف غير معني بالحكم (ضع خطين تحت غير معني بالحكم).
حين سُئل عن العودة لما قبل انقلاب 2021 وإمكانية رجوعه لموقعه السابق، أجاب نصاً:
> “قلت لك كثيراً: في حالة استكمال الإطاري أو الحكم المدني أنا التزمت بعدم العودة للسلطة، حتى لا يقال إننا نريد العودة للكراسي. كان هذا قبل الحرب، وبعد الحرب يجب أن تكون هناك حكومة مدنية بصمود أو بغيرها، وعلينا كسودانيين جميعاً أن نتنادى إليها”.
شدد مراراً على أن الحل يجب أن يكون عبر السودانيين أنفسهم، وأن التنازلات ينبغي أن تُقدَّم للداخل قبل الخارج.
دعا طرفي الحرب للتوافق على وقفها أولاً، ومن ثم إطلاق عملية سياسية لاحقة.
لم يخرج عن الخط الذي تبنته “صمود”، بل جدّد التأكيد عليه.
كان حاسماً في أن الكيزان هم العقبة أمام السلام ووقف الحرب، ومع ذلك قال بوضوح:
> “نرحب بالجلوس مع الكيزان إذا كانت لديهم رغبة حقيقية في وقف الحرب”.
ماخرجت به من الحلقة
محمد الفكي لم يقدم نفسه كطرف يبحث عن سلطة،رغم أن هذا هو حقه كسياسي أن يعود للسلطة وأن يسعى لها بل أن الرجل أكد التزامه بعدم العودة، ودعا إلى وحدة الصف لإنهاء الحرب والانطلاق نحو حكم مدني. وما نشرته القناة كان اجتزاءً أخلّ بجوهر حديثه.
#حرب_الندامة
#اللهم_لا_ترفع_للكيزان_راية_ولا_تحقق_لهم_غاية_واجعلهم_للعالمين_عبرة_وآية
Source