أنقذوا مدينة بحري..
عثمان ميرغني
مدينة بحري واحدة من أكثر المناطق تأثرا بفترة احتلال التمرد للعاصمة.. معظم الأحياء تعرضت لدمار شامل.. المرافق الحكومية العامة، الشوارع، الأسواق، المحلات، وفوق ذلك تدمير كبير لشبكة الكهرباء و خطوط المياه.
بعد التحرير بدأ السكان في العودة التدريجية.. لكن من واقع عضويتي في “منظمة إعمار بحري” التي تحاول تعبئة الجهود الشعبية لتحسين البيئة.. ومتابعتي للحوارات التي تدور في مجموعة التواصل الاجتماعي للعائدين..تبدو المعركة أكبر كثيرا من أي تصور..
صورة مأساوية.. انقطاع الكهرباء والماء مع حصار قاتم من جيوش البعوض على مدار الليل والنهار وتوابع ذلك من الحميات خاصة الضنك والملاريا.. غياب الدواء مع ارتفاع تكاليفه.. والمستشفيات مكتظة بالمرضى أكثر من طاقتها.
لاحظت ارتفاع بعض الأصوات تجهر بالندم من العودة.. لترسم حالة إحباط عميقة… والبعض يروي حكايات آخرين آثروا أن يرتدوا من حيث أتوا.. الوجع فاق قدرتهم على الاحتمال.. ورغم قهر النزوح أو اللجوء إلا أن الحال قد يفرض عليهم تجرع مرارة البُعد والغربة.
كل هذا الواقع المؤلم.. والمسؤولية على المواطن أن يحل العُقد العصية وحده.. صحيح هناك أبطال من قطاعي الكهرباء والماء يعملون في ظروف ضاغطة لاعادة الحياة لكن المعركة غير متكافئة بين مايبذلونه وما يتوفر لهم من إمكانيات.. مع تدهور الحال التي يكابدها المواطن.
بصراحة.. الأمر لا يحتمل المجاملة.. حكومة ولاية الخرطوم شكر الله سعيها بما قدمت خلال السنتين الماضيتين..ولكن المرحلة الآن تحتاج لفكر جديد.. ومنهج تفكير وعمل مختلف.. وكان بوسع السيد الوالي وحكومته إحداث نقلة ملموسة في التخلص من أثار الحرب لكن النتائج على الأرض حتى الآن تثبت فشلا ذريعا..
المواطن لم يكن مسؤولا عن اندلاع هذه الحـ؛رب ثم مآلاتها.. ولا يجب أن يُحمل فوق طاقته أكثر مما احتمل في عذابات النزوح واللجوء و التيه وضياع الاموال والممتلكات.
إذا توفرت لولاية الخرطوم قيادة مقتدرة بالإمكان تجاوز الأوضاع الصعبة في أقل زمن ممكن.. وفق ترتيب دقيق للأولويات و الاستفادة من معطيات كثيرة قابلة لتحويل المحنة إلى منحة..
حكومة الأمل زارت ولاية الخرطوم والتقطت الصور التذكارية في حملة نظافة وهمية.. ولجنة الفريق أول إبراهيم جابر اهتمت بتوفير مقار الوزارات – وحتى هذه لم تكملها – و لم تنظر لحال المواطن المنكوب مرتين، مرة بالحـ؛رب ، وأخرى بالعودة بعدها.. وحان الوقت لتعيين حكومة جديدة لولاية الخرطوم تنقذ الأوضاع في أقل فترة زمنية ممكنة… وفق خطة واضحة يشارك في الرقابة عليها المواطن نفسه.
#حديث_المدينة الاثنين 29 سبتمبر 2025
Source