#قلب_إفريقيا
لتحقيق مكانة قوية عسكرياً واقتصادياً للسودان ومنحه الثقل الذي يستحقه على المستويين الإقليمي والدولي، يتطلب الأمر اِستراتيجية واضحة ترتكز على الاِنفتاح الاقتصادي والتحالفات الاستراتيجية المدروسة.
يكمُن مفتاح هذا التحول في تبني سياسة خارجية تخدم المصالح الوطنية العليا وتستغل الموقع الجغرافي الفريد لدولتنا السودانية كقلب لإفريقيا.
فالخطوة الأولى نحو هذا الهدف هي توقيع اتفاقيات استراتيجية متعددة الأوجه، يتم الشروع في تنفيذ بنودها بجدية وعزم لا يلين.
يجب أن تتجه الأنظار نحو دول تمتلك إمكانات اقتصادية وعسكرية كبيرة، مع التركيز على مبدأ المصالح المتبادلة بعيداً عن أي تأثيرات أو ضغوط سياسية خارجية وتشمل قائمة هذه الدول المحورية كلاً من (روسيا والصين) كقوتين عظيمتين تقدمان التعاون العسكري والتقني والاستثمارات الضخمة في البنية التحتية والطاقة.
دول الخليج كمصدر رئيسي للاستثمار المالي المباشر في قطاعات التنمية، والزراعة، والسياحة.
وإيران والهند وباكستان وماليزيا لتعزيز التبادل التجاري والتعاون في مجالات التكنولوجيا والخبرات التنموية المتنوعة.
الهدف من هذه التحالفات يجب أن يكون محدداً بوضوح لمصالح عسكرية واقتصادية بحتة ومتبادلة، مع وضع السودان في مقدمة الأولويات دون الانجرار خلف أية أجندات سياسية إقليمية أو دولية متضاربة.
يتمتع السودان بموقع جغرافي لا يقدر بثمن، فهو يُعد (قلب إفريقيا) ومنفذاً حيوياً للكثير من دول القارة الإفريقية الحبيسة على البحر الأحمر وعلى السودان اِستغلال هذا الموقع بشكل استراتيجي لصالحه وصالح شركائه الأفارقة والدوليين.
ولتحقيق ذلك وجب تحويل السودان إلى سوق عالمي مفتوح، مع إقرار قوانين صارمة وشاملة تهدف إلى حماية المستثمرين وتوفير بيئة استثمارية آمنة ومستقرة وضمانات ضد التغييرات التشريعية المفاجئة ومكافحة الفساد.
بالإضافة إلى حماية التجارة المحلية ودعم المنتج الوطني وتوفير فرص متكافئة للمستثمرين المحليين في ظل المنافسة العالمية.
تسهيل التجارة العابرة من خلال تطوير الموانئ والطرق البرية والسكك الحديدية لتعظيم الاستفادة من موقع السودان كجسر تجاري للقارة الإفريقية.
على السودانيين العمل بأن تصبح المصالح الاقتصادية مقدمة دائماً على المصالح السياسية المختلفة ما بين الدول، سيمكن ذلك السودان في بناء شبكة واسعة من العلاقات الدولية المستدامة والمتينة، مما يعزز أمنه وازدهاره ويجعل بالفعل الدولة السودانية كقوة إقليمية مؤثرة وذات وزن على المستوى العالمي.
المستشار/ محمد السر مساعد
Source