في فكرة المعية وثورية طرحها مؤرخ العلم ميشيل فوكو في كتاب الكلمات والاشياء وهي فكرة القطائع بين مراحل المعرفة والتفكير والازمنة الثقافية والعلمية(كل مرحلة فكرية وثقافية ليس بالضرورة امتداد لمرحلة سابقة لها ).
الفكرة دي بتتناقض بشكل كبير مع الفهم السائد عند مؤرخي ودراس الفلسفة الاوربية الذين ينظرون لمراحل الفلسفة الاوربية كإمتداد لبعضها البعض عشان بتلقو تفسير شائع للحداثة بإعتبارها بعث للفلسفة الاغريقي ولمابعد الحداثة كإستئناف لتجارب فكرية أسطورية سابقة لظهور التفكير النظامي المنضبط بقواعد المنطق الارسطي..
فوكو اسس لفكرة القطائع عبر قوله ب(كل مرحلة فكرية ونظام ثقافي بكون قائم على مسلمات معرفية خاصة بيهو) والمسلمات المعرفية عند فوكو لا تعني المبادي الماقبلية او الحقائق الأولية كما هو في الفلسفة التقليدية (عشان مايجي حداثي او اسلامي دايش يشتبك ويردد شروح ابن تيمية والغزالي وطه عبد الرحمن للمنطق الارسطي والفلسفة الحداثية.
طيب المسلمات المعرفية دي شنو؟!
وفقا لفوكو هي قواعد ضمنية (ليس قبلية او اولية) قواعد ضمنية بتتحكم في إنتاج المعرفة والحقائق ومعايير الصاح والغلط داخل سياق تاريخي وثقافي ونظام فكري محدد ، يعني القواعد دي ما تاريخية ومحلية وليست كونية او مطلقة(حاجة زي التريند كدا) والمسلمات دي نتيجة لممارسات خطابية وتأثيرات سلطة ثقافية أو حتى سياسية معينة ….الخ
طيب..
إذا شلنا مفهوم المسلمات المعرفية واسقطناهو على الزمن الثقافي والسياسي العايشين جواهو دا حنوصل لشنو ؟!
حنوصل لأنو في عدد من المسلمات بتتحكم في انتاجنا للمعرفة والحقائق السياسية زي:
-مسلمة البحث عن الاعتراف ، ودي انتجت لينا ظواهر خطابات المظلومية المتمركزة حول اللون والعرق والجندر والدين..
– مسلمة الهوس الضمني بالرواج والتاثير والوصول ، ودي بسببها ظهر البودكاست والايفهات والدحيح وماما كوكي ومصطفى جوري….الخ
– مسلمة التمركز حول الصورة واللون ..
إذا الابستيمة العميقة لزمنا الثقافي الحالي هي ابستيمة الرقمنة وتقنية التواصل الاجتماعي…
Source