مكي المغربي
العبارة كانت دقيقة في خطاب كامل إدريس في الامم المتحدة: (العهد الذي قطعه فخامة الرئيس عبد الفتاح البرهان، رئيس مجلس السيادة من داخل هذا المحفل الدولى المهم بتعيين رئيس وزراء مدنى بسلطاتٍ مستقلة ترسيخاً لقيم الحكم المدنى والانتقال الديمقراطى).
لاحظ سلطات مستقلة وليست مطلقة.
يجوز أن يقال رئيس وزراء بكافة الصلاحيات (للقيام بواجبه)، لكن القول (رئيس وزراء بصلاحيات مطلقة)، غير صحيح، وغير وارد حتى في حكومة منتخبة فكيف الآن!
عمليا سلطة تعيين وعزل ولاة الولايات من صلاحيات البرهان وليس كامل إدريس وبالتالي مستوى الحكم الولائي والمحلي غير خاضع لرئيس الوزراء، لأن الموظف يأتمر بمن يعينه ويفصله، وهذا يترتب عليه أن تبدأ المسائلة في وضع الصحة العامة المتردية في المحليات والتي هي سبب انتشار نواقل أمراض مثل الضنك والكوليرا وغيرها مع المعتمدين المكلفين أولا، ثم الولاة ثانيا، ثم البرهان ثالثا بعد استنفاد النقد الموجه للمستوى المحلي والولائي، وليس كامل إدريس، كما يفعل بعضهم الان باعتباره الهدف الأسهل.
هذا مجرد مثال، ودافعي للكتابة هو سوء الفهم وربما التضليل المتعمد باعتبار وزير الصحة (الحيطة القصيرة) والضغط على أن يتم تسخير كل العملات الصعبة لشراء ادوية بدلا من الضغط على السلطات المحلية والولائية للقيام بواجبها وعند الضرورة مناشدة البرهان باعفاء الولاة أو المعتمدين الذين يقصرون في واجبهم لأنهم هم السبب.
حسب تقييمي أنه آن الأوان لتعيين حكومات الولايات والمحليات باصحاب الخبرات السابقة لأن هذه المواقع ليست للتجريب والمجاملة والتمرين أو الخضوع لفزاعة الكيزان كما قال رئيس مجلس السيادة، غير ذلك الاوضاع ستنزلق لما هو أسوأ، وسيتم التعبير عن الاحتجاجات بطريقة عشوائية وفوضوية وقد تسبب انهيار الثقة بين الحكومة والشعب.
Source
العبارة كانت دقيقة في خطاب كامل إدريس في الامم المتحدة: (العهد الذي قطعه فخامة ا…

Leave a Comment