كتب إبراهيم عثمان: لسنا أغبياء يا بكري الجاك!
بكري الجاك: (في تصور إنو قوات الدعم السريع تتلقى دعم من الإمارات، العالم ما عاد يفتكر إنو المسألة دي سر، ولا موضوع يجب عدم الحديث عنه، الأغرب من الكلام دا السودانيين ما كانوا محتاجين يمشوا يقرأوا الواشنطن بوست ولا النيويورك تايمز عشان يعرفوا إنو الإمارات عندها علاقات مع الدعم السريع، يعني الكلام دا ما كان سر، والسودان كلو كان يعلم هذا الحديث، فبالنسبة لينا كأنما إنو السودانيين اكتشفوا الليلة إنو في عوامل خارجية تلعب في بلدهم، أنا مندهش لهذا الوعي الغريب اللي أصبح كأنما هو إدراك لحقائق الشمس المباشرة يعني).
يحتقر بكري الجاك وعينا، كمواطنين سودانيين، حين يظن أننا لن ننتبه لهروبه من إدانة العدوان بعدة طرق ساذجة ومكشوفة:
١. بتركيزه على فكرة أن التدخل الإماراتي ثابت، واستخدام ثبوته كمخرج من مأزقه، أي للتعمية على موقفهم منه، وكأن التهمة (الرئيسية) الموجهة إليهم هي إنكار وجوده، فتزول بالاعتراف، وليست غياب رد الفعل الطبيعي عليه!
٢. بتلاعبه بالإطار الذي يصف الحالة، وتلطيف العدوان وتقديمه في إطار “الدعم” و”العلاقات”، وبروح التطبيع مع العدوان التي تنتظم قوله هذا من أوله لآخره!
٣. بمغالطة الالتباس بين “وعيهم” و”موقفهم”، أي عدم ترجمة الثبوت القاطع للتدخل ــ بواسطة وعيهم المتقدم الذي لا ينتظر الصحف الأجنبية ــ إلى موقف “ثابت” محدد قاطع غير هلامي ضده، وينعكس، بالضرورة، على موقف المعتدي منهم، كما يكون موقف أي معتد من أي “مقاوم” بالكلمة أو بغيرها!
٤. باستخدامه مغالطة “رجل القش” باختراع قضية “زائفة” هي أن وعي السودانيين مصدره فقط الصحف الأجنبية، ثم مهاجمة هذه الفكرة المصطنعة الضعيفة السهلة بدلاً من مواجهة الحجج الحقيقية التي تدعم إدانة العدوان. علماً بأن الحكومة السودانية قد ساهمت بفعالية في صناعة وعي السودانيين بالقضية، وقدمت أدلة كثيرة، وتحدث عنها الجميع إلا هو ومن معه!
٥. بتحويله الانتباه عن العدوان عبر دهشته ــ المصطنعة، التي لا تخلو من استعلاء على السودانيين، والمتأخرة لأكثر من سنتين ــ من الطريقة التي زعمها لمعرفة السودانيين بالعدوان، وكأن الجديد هو الوعي “الغريب” للناس لا استمرار العدوان.، ولا آثاره المدمرة، وكأن القضية قضية أكاديمية باردة بخصوص مصادر الوعي، وكأنها ليست في العدوان، بل في طريقة وعي السودانيين به!
٦. بالمقارنة الزائفة بين وعيه “المتقدم” ووعي السودانيين “الغريب”، بدلاً من المقارنة بين موقفه، وموقفهم الرافض للعدوان!
٧. بظنه، الذي لا صلة له بالواقع، أن مستوى وعينا لن يمكننا من الانتباه لحقيقة أن وعيه، ومن معه، لم ينتج عنه سوى: الهجوم على منتقدي الإمارات، والدفاع عنها، وعن اشتراكها في وضع “الحلول” وفق أجندتها، المتطابقة مع أجندتهم، بل وفرضها بقوة “المجتمع الدولي”، ووصفها بأنها أكبر داعم “إنساني” للسودان، وصاحبة “أفضل” معاملة للسودانيين المغتربين، وأنها تتعرض “لشيطنة متعمدة وكأنه لديها قوات على الأرض في السودان”، وأن “الهوية المدنية” تمنع “مناقشة” أمر سلاحها معها, كما قال رئيسه، المقيم فيها، عبد الله حمدوك!
٨. بدور خطابهم المدافع عن الإمارات، والمهاجم لمنتقديها، والمطبع مع عدوانها، في استمرار العدوان، وفي تنويع أساليبه: عدوان عسكري لا يُدان، وإعلامي يُدعَم، ودبلوماسي/ سياسي ملئ بأجندة “اللعب الخارجي” يُشجَّع!
٩. بوعيههم “غير الغريب” الذي يجعلهم يظنون واهمين أن (السودانيين اكتشفوا “الليلة” إنو في عوامل خارجية “تلعب” في بلدهم)! ويجعلهم يظنون أن السودانيين لا يعون أنهم ــ أي بكري ومن معه ــ يستثمرون في هذا “اللعب الخارجي”، بل يطلبونه، بل يلحون في طلبه!
١٠. بالضرر الكبير بالوعي الجمعي الذي لا يتوقفون عن محاولته، بتلاعباتهم وتضليلاتهم التي لا تنقضي، فلا يزيدون الناس إلا وعياً بأساليب التلاعب والتضليل، وبسوء أهداف المضللين!
على بكري الجاك، ومن معه، أن يراجعوا طريقتهم في مخاطبة المواطنين، فقد ثبت، منذ بداية التمرد وحتى الآن، أن الواحد منهم لا يستطيع أن يتحدث لعدة دقائق إلا ويحتوى حديثه على عدة تلاعبات واضحة على سطحه، وآخرى تتلبد بين سطوره، لكن قريباً من السطح!
إبراهيم عثمان
Source