في سياق الحرب السودانية، وُلد “آخرون” قسرا، لم يختاروا اختلافهم، بل فرضته آلة العنف والخطاب. صار الانتماء إلى إقليم مغاير، أو قبيلة أخرى، أو جماعة إثنية بعينها، كافيًا ليجعل الإنسان موضوعًا للشبهة. وحتى الجار، تحوّل إلى تهديد محتمل.
هنا يتجلى مأزق زيجموند باومان: فالعلاقة بالآخر، التي يفترض أن تقوم على المسؤولية الأخلاقية والاعتراف الإنساني، تنقلب إلى علاقة عداء، تغذيها آلة السياسة #لاللحرب والإعلام وأدوات الحرب.
وكما كشف باومان في تحليله للهولوكوست، فإن العنف لا ينفجر من فراغ، بل ينمو حين تتحلل المسؤولية الأخلاقية داخل منظومات أكبر: البيروقراطية، الأوامر، الشعارات الوطنية. في السودان، كم من جريمة ارتُكبت بدعوى “التوجيهات العليا” أو تحت غطاء “المصلحة العامة”، أو جرى تبريرها عبر لغة إجرائية تُسقط عن الضحية ملامحه الإنسانية.
النتيجة واحدة: يذوب الفرد في جسد النظام، وتتبخر المسؤولية، ليبقى كل ما يحدث من عنف وانتهاك وخراب دليلا على غياب الأخلاق.
محمد خليل ابو وردة
مأزق باومان : هو تحلل المسؤولية الأخلاقية في
ظل الأنظمة الحديثة حيث تتحول العلاقة بالاخر إلى علاقة عداء بفعل خطاب السياسة والبيروقراطية التي تجعل الجريمة ممكنة
#احنا_بنستحق_السلام
#العدالة_المصالحة
#لا_للحرب
Source