[ad_1]
اين تكمن الخيانة ؟
✍️ أ. رشا عوض
هناك حدود من النزاهة مطلوبة حتى للحفاظ على النظام الفاسد! وحدود من الاخلاق حتى للحفاظ على النظام غير الاخلاقي! مثلا عصابات المافيا لديها اعراف واخلاقيات عمل لتضمن تماسك افرادها واستمرار مشروعها الاجرامي!
النظم الاستبدادية عندما يتطاول امدها تفقد الحد الادنى من النزاهة والاخلاق اللازم للحفاظ على استمرارها! اذ تفسد وتتعفن الدوائر المركزية في النظام فيسهل بيعها وشراؤها في ظل الصراع على الغنائم ، وعندما تنتفض الشعوب وتثور فتطيح بالنظام يرفع فلول النظام القديم عقيرتهم بحديث الخيانة والعمالة ضد الانتفاضة ا الثورة الشعبية رغم بداهة ان لا شعب تحركه العمالة والخيانة بل تحركه الرغبة في الحرية والانعتاق من انظمة الفساد والظلم ، ولكن الغريب ان الفلول يتناسون تماما العمالة والخيانة الحقيقية في عقر دارهم والتي كانت رأس الرمح في الاطاحة بهم! وهي ليست مجرد خيانة او عمالة افراد ينتهي الامر بفضحهم او قتلهم! بل هي نتاج منظومة كاملة قوامها الفساد والانحطاط وغياب الحدود الدنيا من الوطنية، منظومة بطبيعتها لا تنبت سوى الخيانة لان ليس في النظام اجمالا اي معنى كبير او قيمة رفيعة او هدف نبيل يستحق الوفاء!! وبالتالي فان اي فلولي عاقل يجب ان يدرك ان السبب الاساسي لسقوط نظامه هو فساد وانحطاط النظام وعدم قابليته للاستمرار ويدرك ان عجلة التاريخ متى ما تحركت الى الامام فلن تستدير الى الوراء ابدا! طبعا جماعتنا غير الطيبين يظنون انهم استثناء من اي قاعدة سياسية ومن اي منطق تاريخي وهذا بالضبط ما سيقودهم الى حتفهم حقيقة لا مجازا! وللاسف من يدفع الثمن ملايين السودانيين الابرياء!
رشا عوض ٢٦ سبتمبر ٢٠٢٥
#شبكة_رصد_السودان
[ad_2]
Source


