أنا قلم حر… لست للبيع
✍️ بقلم: شول الدين لام دينق
في عالم تتقاذفه المصالح وتباع فيه الأقلام في سوق السياسة بثمن بخس، يظن بعض الإخوة السودانيين أن بإمكانهم أن يمسكوا بتلابيبي، ويجروني إلى مربع كتاباتهم، وأن يملوا عليّ ما أكتب وكيف أكتب. لكني أقولها بملء الفم: أنا قلم حر… لا يُشترى ولا يُستأجر.
الكتابة عندي ليست هواية عابرة، ولا سلعة معروضة على رفوف التجار. الكتابة عندي موقف، والصدق عندي مبدأ. لا أكتب لكي أرضي هذا الطرف أو ذاك، ولا أساوم بحبر قلمي ليزين باطلاً أو يبرر خيانة. قلمي ليس لتمجيد أشخاص ولا للتطبيل للسلطة، بل للحق وحده، ولصوت المهمشين، ولحقيقةٍ قد يهرب منها الكثيرون.
من يظن أنني سأخضع لإملاءاته، فهو لم يعرف شول الدين لام دينق بعد. لقد اخترت طريق الصدق، مهما كان وعراً، وأدرك أن الحرية ثمنها العزلة أحياناً، وربما العداء، لكن لا بأس. فليغضب من يغضب، وليرضَ من يرضى، فالكتابة ليست وظيفة علاقات عامة، بل رسالة ومسؤولية أمام التاريخ.
إنني أعلنها واضحة: قلمي ليس للبيع. لا أكتب لجيوبكم، ولا لبطونكم، ولا لموائدكم السياسية. أكتب لما أؤمن به، وأكتب كما أرى، لا كما يريد غيري أن يرى. ولست ممن يزينون الباطل بمداد زائف، ولا ممن يرفعون رايةً ليست رايتهم.
فدعوني أكتب على سجيتي، كما يشاء قلبي، وكما يفرض عليّ ضميري. لأنني إن رضخت، سأخون نفسي قبل أن أخونكم، وسأصبح واحداً من أولئك الذين باعوا أقلامهم، وانتهوا في مزبلة التاريخ.
أنا شول الدين لام دينق… قلم حر، لم يُخلق ليُباع.
Source