[ad_1]
كم كانت تلك الليلة حاضرة في الذهن والوجدان حين توقف الزمان من صلاة العشاء إلى أنفاس الفجر.
كنا نستمع بدهشة وإعجاب فياض بمنزل أهل الكرم والذكر آل موسى أبو ضريرة للشيخ الجليل الدكتور عمر مسعود وهو يتحدث ويشرح ويفسر ويشعل زناد التأمل.
والمرحوم المنشد عبد السلام محمد علي رأيناه واستمعنا إليه لأول مرة، وهو ينشد قصائد الإمام الصرصري فيما كان الشيخ عمر يشرح ويحكي.
بياض الجلباب والعمامة والشال، والابتسامة الناصعة المضيئة، والهمة العالية في خدمة القريب والبعيد ذلك كله كان يجتمع في الراحل المقيم الشيخ يوسف إدريس الحاضر الدائم في أحزاننا وأفراحنا حين يتخاذل الأصدقاء ويجف العشم.
لم أعرف شخصا كان موضع إجماع الناس كما كنت يا يوسف، موفقا ومصالِحا وجابرا للخواطر.
كل منا كان يظن أنه الأقرب إليك مودة وصحبة بفضل اهتمامك وفيض ودك الدفاق.
كنت أذن خير لكل شاك ومهموم، وعين حق حينما تلتبس الرؤى وتعتم المسارات وتضيق الخيارات.
كنت قدم الخير في قضاء حوائج الناس تقاوم أوجاعك بالذكر والدعاء واللطف الشفيف.
لا تخرج منك آهة ألم، ولا يقطب لك جبين.
ابتسامتك كانت ترياق الهموم والأحزان ومرسال المحبة والود العميم.
ولا أذكر طوال معرفتي المديدة بك أن رأيتك يوما بلا تلك الابتسامة المشرقة.
ولا أذكر طوال عشرتنا العامرة أن وجدتك خارج طقسك الصوفي الشفيف: غاضبا أو حانقا أو مبتئسا.
رحم الله الشيخ يوسف إدريس رحمة واسعة وجعل مقامه في عليين وأجزل له الثواب بقدر ما أعطى وبذل وأحسن.

[ad_2]
Source  


			
			
                               
                             