[ad_1]
شخصنة النقاش العام: الكيزان والشيوعيين والمصريين!
أ. #رشا_عوض
ماقادرة افهم ماذا تعني عبارات على شاكلة انت بتكرهي الحزب الشيوعي وحاقدة على الحركة الاسلامية وعندك موقف شخصي ضد مصر ؟؟؟؟؟؟
دا كلام غير ناضج وهروب من مناقشة قضايا عامة لا مكان فيها لمثل هذا الاختزال والتسطيح!
لا الحزب الشيوعي راجل امي ولا الحركة الاسلامية مرة ابوي ولا مصر حماتي عشان اكرهم!!
دا مستوى طفولي من مناقشة القضايا الكبيرة!!
في موضوع مصر مثلا، لو الامر شخصي، انا على المستوى الشخصي لا يوجد سبب واحد يجعلني اكرة مصر! بلد عشت فيها سبعة سنوات متواصلة وللامانة لم يصبني اي اذى منها سواء من حكومتها او من مواطنيها الذين ساكنتهم ولم اجد منهم مايجعلني اكرههم بل وجدت ما يجعلني احبهم وحتى هذه اللحظة لا اتمنى لهم الا الخير ، هذه باختصار هي تجربتي الشخصية مع مصر بكل امانة ، فتجربتي الشخصية ليست مثل تجربة ذلك الشاعر الفلسسطيني الذي قال:
التقينا في مطار القاهرة
ليتني كنت طليقا في سجون الناصرة
للاسف فوجئت بان بعض اصدقائي المصريين خاصموني بسبب انتقادي للسياسة المصرية المدمرة تجاه السودان، فكل واحد او واحدة منهم اعتبر مهاجمة سياسة مصر تجاه السودان هجوما شخصيا عليه وكراهية لمصر كبلد وشعب! في هذه الحالة طبعا ليس امامي الا ان اقول الله الغني عن صداقات تشترط مصادرة الرأي الحر ، وما دمت ارفض استتباع مصر للسودان سياسيا فبداهة لن اقبل على المستوى الشخصي استتباعا في علاقات الصداقة التي جوهرها الندية والاحترام المتبادل!!
وتجربتي الشخصية الجميلة في مصر لن تجعلني اغير حقائق تاريخية ومعاصرة تثبت ان السياسة المصرية تجاه السودان تسببت لبلادنا في كوارث محسوبة بالارقام والمشكلة ان هذه السياسات مستمرة ولا تتغير الا الى الاسوأ ، ولذلك لن اصمت عنها لان الصمت عنها خيانة وطنية! وبالمناسبة اعلان اي صحفي او سياسي لموقف ناقد للسياسة المصرية فيه تضحية بالمصالح الشخصية ويدل على ان صاحبه لا ينظر ابدا للجانب الشخصي بل ينظر للجانب الموضوعي! فانتقاد السياسة المصرية ليس مجانيا مثل انتقاد السياسة الامريكية او البريطانية او الفرنسية! فهناك تستطيع التظاهر في الشوارع ضد تلك الحكومات ثم تتوجه الى بيتك امنا وفي الدول الاوروبية تتوجه لصرف الضمان الاجتماعي بعد المظاهرة!
انا لو بتاعة حسابات شخصية كنت حاعمل رايحة في موضوع مصر دا بالذات 😎
اما بالنسبة للحزب الشيوعي فهو جزء من الحياة العامة وبهذه الصفة من الطبيعي جدا ان يكون في دائرة النقد الذي لا يعني كراهية او حقد او حسد او اي مفردة من المفردات التي تصلح للاستخدام في بيوت الاعراس والبكيات والسمايات😊 وليس في مجال عام نتشاركه جميعا!
الحكاية انني من جيل عندما بلغ رشده عمرا وبدأ في التفاعل مع القضايا السياسية كان الاتحاد السوفيتي قد تفكك واصبح في خبر كان! ويوغوسلافيا راحت في حق الله ، ، وتمت ازالة سور برلين وانطوت صفحة حلف وارسو وصعدت موجات جديدة في الفكر والسياسة عالميا وتبعا لذلك ما عاد الحزب الشيوعي السوداني بذات البريق الاسطوري في الخمسينات والستينات كمنصة متعالية تحتكر الاستنارة ولا يأتيها النقد الا من جماعات الهوس الديني او من جماهير الطائفية، بل ان منطق التطور السياسي والفكري في البلاد افرز تيارات ناقدة للشيوعية من مواقع متقدمة عليها لا متخلفة عنها كما في الماضي ، المشكلة ان بعض الشيوعيين لم يتقبلوا هذا الواقع بروح رياضية، لذلك كل من انتقدهم لا بد ان يكون شخصا غير موضوعي اعمته الكراهية والحقد!
وهذا هروب من النقاش الجاد لما يطرح من اسئلة يبدو ان ليست لدى الزملاء والزميلات اجابات محترمة لها!! وهذه ليست مشكلتي!
اما الحركة الاسلامية فليس عليها حرج لان منطقها هو ان الاختلاف معها هو كراهية للاسلام ذات نفسه وبغض لله ورسوله!! وهي ترى ان اعوامها الثلاثين العجاف في حكم السودان وما فعلته في البلاد من جرائم توجتها بهذه الحرب اللعينة لا يستحق مجرد كلمة نقد! ومثل هذا الجنون غير قابل للنقاش مطلقا !
كيفية التعامل مع لحظة الاختلاف هي اهم معيار لاختبار النضج السياسي وكذلك اهم معيار لاختبار الصداقات الحقيقية والعلاقات المحترمة.
في السودان من السهل جدا تحويل اي اختلاف سياسي او فكري الى خصومة وعداء وكراهية شخصية وهذا سائد في كل التيارات بدون استثناء بكل اسف!
من اراد ان يرضي الجميع سوف ينقضي عمره دون ان يقول شيئا مفيدا !
ومن اراد ان يقول شيئا مفيدا يجب ان يكون مستعدا لخسارات كبيرة وغضب كبير ولكن لحسن الحظ هناك موضوعيين وعقلانيين خارج مستنقع الشخصنة هذا وهؤلاء هم امل المستقبل.
[ad_2]
Source


