ذكر الأستاذ سعيد الطيب في مقالٍ شيِّق له أن السودانيين ينتعلون أربعين نوعاً من الأحذية التي تتباين وتتلون وتختلف وتتعدد، وأحصى منها: الجزمة الجلد، الجزمة الكموش، الجزمة الشمواه، الجزمة بكعب عالي، الجزمة بدون كعب، الجزمة أم بوز، الجزمة برباط، الجزمة بدون رباط، الجزمة بربل، الجزمة الكشف، جزمة لاركو.. كما ينتعل السودانيون المركوب الأصلي، مركوب النمر، مركوب الأصلة، مركوب الجلد، مركوب جلد الكديس، المركوب الفاشري، كذلك ينتعلون البرطوش، الكركب، السفنجة، تموت تخلي، الشبط والنعل (أو النعلات).. وينتعل السودانيون في أقدامهم أنواعاً أخرى من الأحذية، تسمى باتا، الصندل، دكتور شول، الشِدّة، القمر بوبا، الكبك، القال ثِقِطْ (القضارف)، الكبك برقبة، شبشب لاركو، أبو شنق (دارفور)، الحدوقة، الشلوت، الشحاطة، الشقيانة، البوت، الشجرة والكدارة.
لم يترك الأستاذ سعيد حذاءً عرفه السودانيون وانتعلوه (زهيد القيمة كان أو ثميناً) إلا أحصاه، ولم يغفل إلا ما اصطلح الناس على تسميته (شبشب الملك)، وهو أكثر البراطيش وضاعةً وأكثر القباقيب تفاهةً وانحطاطاً في القيمة والقامة، والصحيح أن يُسمى (بوت الجنجويد)، أو (شِقيَّانة الكفيل)، لجهة أنه أكثرها التصاقاً بتراب الخيانة، وأشهدها غوصاً في أوحال العمالة، وأوفرها إمعاناً في جمع الأوساخ، لتزيده اتساخاً على اتساخه المعلوم.. غير أن وضاعته لا تتسق مع تسميته، فأحذية الملوك تكون في العادة فخمةً غاليةً عالية القيمة، والشبشب الذي نعنيه منحطٌ في قيمته، وضيع في مظهره ومخبره، سيءٍ في صناعته، إذ يخالطه (لِين) فطري يجعله ينكسر أو ينقطع فور ارتدائه، فلا أرضاً يقطع ولا ظهراً يبقي، اللهم إلا ظهره اللين الواطي الدنيء المتسخ.. والله أعلم!
Source
ذكر الأستاذ سعيد الطيب في مقالٍ شيِّق له أن السودانيين ينتعلون أربعين نوعاً من ا…
Leave a Comment