هذه المقالة كتبتها لموقع “ألترا صوت” في يناير 2020 بمناسبة ذكرى #توم_سنكارا، وسيرته العظيمة في بوركينا فاسو، وهى بقدر ما أنها ملهمة تصلح أيضاً كروشته للحكم، وتفجير طاقات الشعوب، والتخلص من الفساد، ومواجهة التدخلات الخارجية بشجاعة، ولعل فيها ما يستحق أن يستلهم منه قادة السودان، إن صح منهم العزم، فبغيره لا يثق الشعب فيهم.
مجتزأ من المقال
صعد توماس سانكارا، أو “توم الكاهن” كما كانت تسميه جدته الكاثوليكية، إلى سُدة السُلطة في مطلع الثمانينيات بعد حركة عسكرية مدعومة شعبيًا. وعمل بدأب للقضاء على الفساد، وتفكيك هيمنة القوة الاستعمارية الفرنسية السابقة. كما أطلق أحد أكثر البرامج الاقتصادية والاجتماعية طموحًا وجذرية، ولذلك ينظر إليه على أنه شخصية ثورية خلّاقة.
ركز القائد الشاب على بناء شخصية كاريزماتية من خلال خط سياسة جديدة تعتمد على قوة الإرادة الشعبية. واهتم سانكارا بمكافحة التدهور البيئي وتمكين المرأة وزيادة فرص الحصول على التعليم والرعاية الصحية. وقد نجح خلال السنة الأولى من حكمه في زراعة 10 ملايين شجرة لمكافحة التصحر.
فيما كان طابع سياساته الخارجية معادٍ للإمبريالية، برفض الإملاءات الخارجية. وكانت من مواقفه أن قام ببيع أسطول سيارات مرسيدس الحكومية، وجعل سيارة رينو، أرخص سيارة كانت تباع في بوركينا فاسو آنذاك، سيارة الخدمة الرسمية للوزراء. كما عارض المساعدات الخارجية، مبررًا ذلك بعبارته الشهيرة: “من يطعمك، يسيطر عليك”.
لم يكتف بذلك، وإنما حوّل متجر تزويد تابع للجيش، إلى بقالة مملوك للدولة، ورفض استخدام مكيف الهواء في مكتبه، على أساس أن هذه الرفاهية إن لم تكن متاحة للفقراء فإنه لا يريدها.
وقام أيضًا بتخفيض راتبه إلى 450 دولارًا في الشهر، وحصر كل ممتلكاته في سيارة وأربع دراجات وثلاث جيتارات وثلاجة. كما أمر الموظفين العموميين بارتداء سترة تقليدية محلية الصنع، منسوجة من قطن محلي.
وعندما سئل عن سبب عدم رغبته في تعليق صورته في الأماكن العامة، كما كان الحال بالنسبة للزعماء الأفارقة الآخرين، أجاب سانكارا: “هناك سبعة ملايين توماس سانكارا”. كما عرف عن سانكارا أنه كان عازف جيتار ماهر. وهو الذي كتب النشيد الوطني لبلاده.
عزمي عبد الرازق
Source