لا مكان للأحلام في معركة الكرامة
بقلم.شول الدين لام دينق
إلى الأخ ويس،
لقد اخترتَ أن تكون من صفوف المجاهدين في معركة الكرامة، وهذا شرف عظيم لا يناله إلا من قدّم روحه وعهده لوطنه وأرضه. لكن حديثك عن حلم رأيت فيه أن بعض المجاهدين سرقوا ذهباً، يثير الاستغراب ويستحق التوضيح.
يا ويس، المعركة ليست ساحة لتأويل الأحلام ولا مكاناً للمنامات. الكرامة تُصان بالرصاص والبسالة والانضباط، لا بما يراه النائم في ليله. الرؤى ليست دليلاً، ولا يمكن أن نبني عليها أحكاماً أو نتهم بها رجالاً يضحون بدمائهم.
نحن الآن في معركة مصيرية، تتطلب منا صفاً واحداً لا يتزعزع. من يتحدث عن خيانة أو سرقة، فليأتِ بالدليل القاطع، لا بحلم قد يكون من خيال النفس أو وساوس الشيطان.
نحن مع العسكر، مع الانضباط والنظام، لأنهم خط الدفاع الأول وحماة الأرض والعرض. لا مجال للظنون والأحلام أن تُشوش على وحدة الصف أو تُزرع الفتنة بين المجاهدين.
يا أخي، الكرامة تُبنى بالفعل، بالثبات، وبالدماء الطاهرة، لا بالمنامات. وإن كان لديك يقين أو معلومة، فمكانها القنوات العسكرية الرسمية، لا أن تُلقى في شكل حلم يفتح أبواب الشك.
معركتنا اليوم معركة حياة أو موت، ولا وقت فيها إلا للوضوح والجدية. كن مع العسكر، كن مع الانضباط، ودع عنك الأحلام جانباً.
Source