[ad_1]
الشعبي
ومستقبل الإسلاميين في السودان
تقرير : القسم السياسي
يشهد السودان تحولات سياسية عميقة منذ سقوط نظام الإنقاذ في العام 2019م ما وضع التجربة على علاتها أمام تحديات وجودية غير مسبوقة في ظل تفتت صراعات صاحبت الاسلاميين منذ المفاصلة وظلت أزمة التيار الإسلامي قائمة في شقيها الوطني الذي تشظى عقب ثورة ٢٠١٩م وإنهيار نظام الاتقاذ، والشعبي الذي انشطر عقب مولاة مجموعة منه للعسكر عقب انقلاب ٢٥ اكتوبر ٢٠٢١م.
مراجعات الشعبي
المؤتمر الشعبي يعد الحزب الاسلامي العريق في الساحة السياسية حيث يتكي على تجربة كبيرة في الحكم والمعارضة وعلاقات طيبة بكافة القوى السياسية هذا التواجد والقبول مرده مراجعات كبيرة اجراها من خلال عمله في البيئة السياسية بعد مفاصلة الاسلاميبن في العام ١٩٩٩م مقدماً نموذجاً مختلفاً نسبياً في تعاطيه مع الآخر واحترامه للتداول السلمي للسلطة وتقسيم الثروة بل ذهب الشعبي مسافات بعيده في مراجعة المسير ليستفيد من عثرات الماضي ويتجنب فكرة الحكم الشمولي وصولاً إلى التعددية السياسية التي تحترم الآخر وتراعي القواسم المشتركة التي تحقق المصالح الكلية للبلد لا التركيز على المصالح الذاتية والاطماع الضيقة.
التحديات الوجودية للإسلاميين
رغم انتمائه للتيار الإسلامي، يتميز المؤتمر الشعبي بمواقف أكثر مرونة في احترام وقبول الآخر والايمان بالتداول السلمي للسلطة فيما أبدى الشعبي استعداداً للمشاركة في العملية السياسية دون شروط مسبقة وفي ذلك مظهر جلي
لقبول الآخر يشكل انفتاحاً صادقاً على القوى المدنية والثورية ومساهمته في مراحل الحوار الوطني ونظرته الشاملة لتقسيم الثروة، كما تبنى المؤتمر الشعبي خطاباً أكثر عدالة في توزيع الموارد خاصة في ما يتعلق بالأقاليم المهمشة، لكن هذه المواقف لا تخلو من التحديات فأن ارتباطه التاريخي بعهد المخلوع البشير يضعه في موضع شك لدى بعض القوى الثورية الحديثة وهذا ما عمل عليه الشعبي بكل جهد وصدق لتجسير الهوة بينه والقوى السياسية الاخرى.
السيناريوهات المحتملة
في ظل العاصفة الهوجاء التي تتحدث عن الاقصاء الكامل وإستبعاد الإسلاميين من الحكم بفعل الضغط الشعبي اوالدولي او نبرات التحدي التي تطلقها بعض القوى الإسلامية المتطرفة لاقصاء اليسار يظل هذا الحديث مرتفع في المدى القصير و يتماشى مع بعض الاصوات التي تنادي
بالتصنيف الإرهابي للحركة الإسلامية كجماعة إرهابية ومن المحتمل دولياً حدوث ذلك خاصة من الكونغرس الأميركي وتدخل بعض النشطاء في تزعم هذه الحملة، يظل التوافق السياسي الداخلي والجلوس للحوار هو صمام امان ان تتخذ القوى السياسية ما تراه من طرح معتدل، الحكم فيه هو الشعب السوداني حينما يختار من يريده لحكم السودان في الانتخابات القادمة.
البقاء والمصالحة.
من المرجح أن تعمل التيارات الإسلامية على مراجعة فكرية وسياسية علنية لقبول الآخر وذلك ممكنا إذا توفرت إرادة داخلية حقيقية للتيارات الاسلامية في ان تعمل على مراجعة شاملة بدلاً من العودة للقديم في ظل ظروف مختلفة تتطلب الانفتاح والحوار من اجل الوطن وإستدامة السلام والتوافق السياسي.
فرص النجاح
على الرغم من ان الشعب هو سيد الموقف في أن يختار من يراه لحكم السودان، يرى مراقبون أن الاعتراف بالفشل في التجارب السابقة واعمال النقد الذاتي لا بد منه مع مراجعة شاملة لتجربة الإنقاذ والاعتذار عن الانتهاكات وإعادة التموضع الفكري بتبني خطاب وطني جامع بعيداً عن الاستقطاب الديني وضرورة الانفتاح على الآخر بقبول القوى المدنية والثورية كشركاء في بناء السودان
والابتعاد عن عسكرة الحياة المدنية بالتخلي عن توظيف الجيش في المشاريع السياسية.
القدرة على التحول
بصورة مباشرة فمستقبل الإسلاميين في السودان يظل مرهون بقدرتهم على التحول من تيار مهيمن في السابق إلى تيار سياسي فاعل يقبل التعددية ويعترف بالآخر وفي ذلك ذهب مراقبون إلى ان المؤتمر الشعبي قد يشكل نقطة انطلاق لهذا التحول إذا ما استطاع تجاوز صفحات الماضي والانخراط بصدق في مشروع وطني جامع خاصة فيما يتعلق بمراحل الانتقال التي تسربت من اضابيره فيما أسطلح عليه “بالمنظومة الخالفة” فهي تمثل نموذجاً لما يجب تجاوزه من اخطأ الماضي لا ما يجب استعادته من ذاكرة التاريخ.
[ad_2]
Source


