هل يختلف معي أحد في أن وسائل التواصل الاجتماعي قد كشفت أسوأ ما فينا من سلوكيات وصفات؟
احتقار الوقت وثقافة العمل، عشق الثرثرة والنميمة، التلذذ بأكل لحوم الغير، نشر الشائعات، والاحتفاء بتجريم الآخرين ونبش سيرتهم بالباطل.
لقد أصبح في غاية السهولة صناعة رأي عام إسفيري ضد أي شخص أو جهة، دون أن تُعرَض المعلومات المقدمة للفحص والتمحيص.
يكفي أن يطلق أحدهم ادعاءً على آخر، حتى يسري ذلك الادعاء الكاذب كالنار في الهشيم.
لم يعد هناك وقت للاستماع إلى الرأي الآخر، ولا مساحة للتحقق من صحة المعلومات فالادعاءات تمضي بسرعة البرق، بينما يأتي النفي والتصحيح بسرعة البط!
قال الكاتب الإنجليزي دوغلاس آدمز: «لا شيء في هذا العالم ينتقل أسرع من الضوء، سوى الأخبار السيئة، فتلك لها قوانينها الخاصة».
وهنا مكمن الخطر: أن نسمح للأكاذيب أن تسابق الضوء بينما تظل الحقائق حبلى بالانتظار. فإذا لم نتحلَّ بفضيلة التحقق والإنصاف، سنجد أنفسنا أسرى لعالمٍ يسطع فيه الزيف، فيما الحقيقة تمشي مثقلة الخطى على عكاز الصمت.
Source