بسم الله الرحمن الرحيم
حزب البعث العربي الاشتراكي (الأصل)
قيادة قطر السودان
الذكرى 35 لحركة 28 رمضان- 23 أبريل المجيدة
جماهير شعبنا الوفية:
تمر علينا الذكرى 35 لحركة 28 رمضان العسكرية 23 أبريل 1990م، التي كانت مبادرة وطنية بيضاء لاستعادة الديمقراطية التعددية للتصدي لنظام الجبهة القومية المتأسلمة الانقلابي، في 30 يونيو 1989م، الذي انقلب على النظام التعددي الديمقراطي، الذي كان منتخبًا شعبيًا، بهدف إجهاض مساعي السلام لإيقاف الح-رب في الجنوب والاستفراد بالحكم.
إن حركة 28 رمضان التي قام بها التنظيم الوطني لضباط وضباط صف وجنود القوات المسلحة التي استشهد فيها ضباط من خيرة ضباط القوات المسلحة، حيث تمت محاكمتهم بصورة صورية وتم اغتيالهم بصورة بشعة. إن أكثر ما يميز حركة رمضان أنها حركة بيضاء لم تعتمد العنف والتصفيات طريقًا لها، وأن برنامجها برنامجًا وطنيًا ديمقراطيًا يؤمن على التعددية السياسية والفكرية والاقتصادية، والفصل بين السلطات الثلاث وسيادة حكم القانون وبالمواطنة أساس الحقوق المتساوية وبالحلول السلمية لقضايا التطور الوطني وإدارة التنوع الثقافي والحضاري في إطار وحدة القطر، وبتطوير جهاز الدولة ليكون في خدمة الشعب والتنمية وبناء جيش وطني كفؤ وحديث، وإقامة علاقات خارجية قائمة على الاستقلالية والندية وعدم التدخل في شؤون الآخرين والتعبير عن المصالح والقيمة العليا لشعب السودان، ودعم النضال الوطني والقومي التحرري ومناهضة الاستعمار والعن-صرية والتمييز، من خلال استعادة النظام الديمقراطي التعددي وربطه بالإنجاز والسلام ووقف الح-رب وإلغاء كافة القوانين المقيدة للحريات وإكمال المهام الوطنية منها ووحدة واستقلالية البلاد وإقرار دستور يكفل وجود وحرية الأحزاب والنقابات ويحدد هياكل الحكم وكفالة الحريات العامة، واستقلال مؤسسات التعليم العامة وحل مشكلة الجنوب وتطوير القوات النظامية، جيش وشرطة، وانتهاج سياسة خارجية تؤكد استقلالية البلاد، وتفاعل السودان الإيجابي مع القضايا العربية والإفريقية ومناصرة قضايا التحرر ومناهضة الصuهيونية والعن-صرية.
وبعد 35 عامًا لا زالت شعارات وأهداف حركة رمضان حية تنبض بعد أن جددت روحها الاقتحامية ووعيها المبكر بمخاطر الدكتاتورية المغطاة بالدين، انتفاضة ديسمبر 2018 بآفاقها الثورية.
تحيي قيادة قطر السودان لحزب البعث العربي الاشتراكي تجمع أسر شهداء حركة رمضان ونضالاتهم من أجل استرداد كامل حقوق الشهداء ومنها القصاص العادل والكشف عن قبور الشهداء وتسليم رفاتهم لأسرهم والكشف عن وصايا الشهداء وعن وقائع المحاكمات الصورية وأسماء الذين شاركوا فيها، الذين أمروا ونفذوا الإعدامات كما نطالب بتنفيذ كافة مطالب الأسر العادلة، كما نحيي كافة القوى السياسية والاجتماعية التي ظلت تحتفي بالحركة وبرنامجها وشهدائها الأكرم منا جميعا.
لابد لنا أن نحيي انتفاضة ديسمبر 2018م التي انتصرت في 11 أبريل 2019م حيث قدم فيها شعبنا التضحيات الكبيرة والشهداء والجرحى والمعتقلين.
إننا في حزب البعث العربي الاشتراكي، نؤكد أن أهداف وشعارات انتفاضة ديسمبر لا زالت مستمرة حتى النصر وأن انقلاب فلول قوى الردة والتفتيت والتبعية 25 أكتوبر2021م يعتبر ردة وطنية شاملة على مكتسبات شعبنا ونضاله الوحدوي السلمي الديمقراطي، وإن فشله واحتدام الصراع السلطوي وسط مكوناته أدى لاندلاع الح-رب العبثية في 15 أبريل 2023م التي كانت أكبر ج-ريمة وردة. فالمواجهة العسكرية بين القوات المسلحة وفلول وكتائب المتأسلمين من جهة وقوات الدع-م الس-ريع، أشعلت ح-ربًا دمرت التراث الحضاري والثقافي لشعب السودان والبنية التحتية للبلاد، وأن ضحاياها وجرحاها عشرات الآلاف وحجم الانت-هاكات يرتقي لمستوى ج-رائم ح-رب وج-رائم ضد الإنسانية، وأن حجم الخسائر والدمار الممنهج هدد السلم والتعايش الأهلي واستقرار المجتمعات، بل ساهم في التهجير القسري من نزوح ولجوء تجاوز 14 مليون نسمة مما جعل السودان يتصدر قوائم الانت-هاكات والنزوح عالميًا ونقص الغذاء وانتشار شبح المجاعة والأمراض في أغلب الولايات وارتفاع معدلات التسرب المدرسي وتعطل العملية التعليمية والتربوية وهدر الموارد ونهبها وضياع الفرص .. فالح-رب، التي تجاوزت العامين، استهدفت المدنيين والأعيان المدنية ونهب وتخريب الممتلكات الخاصة والعامة والمراكز التجارية والصناعية والزراعية والمالية ومؤسسات التعليم والصحة والمياه والكهرباء.
شكلت تداعيات الح-رب وضعًا مأساويًا معقدًا طرح تحديات جدية، لذلك علينا استلهام دروس وعبر نضالات شعبنا السلمية الديمقراطية المتراكمة، في مواجهة الأنظمة الديكتاتورية، فهلا بذلنا المزيد من الجهود من أجل وحدة القوى الحية الوطنية السياسية والاجتماعية والديمقراطية في جبهة شعبية عريضة للديمقراطية والتغيير،
Source by حزب البعث العربي الاشتراكي – الأصل