موزمبيق “تبعثر إقليمي لا يعترف بالإقليم”، (مشاركتي العلمية في وكالة “Sputnik” الروسية حول التطورات الأمنية في شمال موزمبيق)
1️⃣ عند زيارتي الأخيرة للعاصمة الموزمبيقية “مابوتو” إلتقيت بمجموعة من قبيلة “Makonde” أحد أبرز القبائل التي تقطن إقليم “كابو ديلجادو” (وجهة الصراع الدولي الأولى على مقدرات القارة الإفريقية ومستقبلها في العهد الحديث بعد السودان) ، وأهم القبائل التي قاومت الإستعمار البرتغالي والتي تشتهر بقدرتها على التخفي والمناورات وإدارة حرب العصابات والخدع التكتيكية، وهذا ما أجبر المستعمر على إطلاق كلمة بالبرتغالية تقول “Os Caninos Predadores” وتعني باللغة العربية “الأنياب الجارحة” إعترافاً بقوتهم وبسالتهم، فسألت حينها أحدهم ما الذي يمنعكم من دعم الجهود الحكومية لتقويض الإرهاب المتنامي في “كابو ديلجادو” والتعاون مع الجهود الأمنية التي تقوم بها الإستخبارات العسكرية التابعة للجيش الوطني؟ فكان الرد هو ” يبدو الأمر ملتبساً عليكِ يا سيدتي، لا يوجد هناك ما يسمى بالأمن الوطني هناك حقيقة واحدة يدركها القاصي قبل الداني في دول الجنوب الإفريقي ألا وهي إزدواجية الرؤية المستقبلية التي تتبناها معظم القيادات الأمنية وعجزها عن التفريق بين ما هو وطني وما هو إقليمي، أما ما يتعلق بإستراتيجية الرئيس الرواندي والتي أطلق عليها “الأمن الإقليمي” والتي تم تطبيقها في بعض الدول الإفريقية مثل ” أفريقيا الوسطى، وجنوب السودان” فهي لا تساوي لنا شيئاً، ولو أدركت كيغالي حدود الرؤية التي تتبناها معظم القيادات العليا في الأجهزة الأمنية الموزمبيقية لأمر كاغامي فريقه الأمني بإعداد خطة طويلة المدى لتصحيح واجهة قواته في بلادنا، فهذه القيادات لا ترى في تلك الإستراتيجية مخرجاً للأزمة بل مدخلاً لتبعثر إفريقي حاولنا منعه إيماناً منا بروابط الإقليم ويبدو أننا أخطأنا عندما ظننا بأن في سوق السياسة من سيمنحنا الفرصة لتدارك مفهوم الأمن الوطني الذي فقدناه.
2️⃣ تبدو كلمة الرئيس الموزمبيقي “دانيال تشابو” في يونيو الماضي عندما قال “إن الإجراءات التي تتخذها الدولة للدفاع عن السيادة او حفظ النظام قد تؤدي الى انتهاكات لحقوق الانسان وان الجهات المعنية تجري تحقيقاً حول ذلك” كفيلة بإقناع المجتمع المحلي بأن رأس الدولة في موزمبيق يعترف بتجاوز بعض مؤسسات الدولة في أماكن النزاع وأن الإتهامات التي طالت القوات المسلحة الموزمبيقية من القتل خارج اطار القانون والترحيل القسري والاحتجاز الجماعي والانتهاكات الجسدية في شمال البلاد تدركها القيادة السياسية الجديدة ، ويبدو أن الرئيس “دانيال” يسعى لإرسال رسالة للداخل بأن عهده سيختلف عن عهد سلفه “فيليب نيوسي” التي كانت إدارته “وفقاً لوجهة نظر إفريقية” غالباً ما كانت تغض الطرف عن تلك الإتهامات، فوفقاً للجنة حقوق الانسان الوطنية الأخيرة في موزمبيق بأنها فتحت تحقيق حول تقارير إعلامية تشير إلى أن جنوداً تم تكليفهم بحماية مواقع تابعة لشركة توتال الفرنسية قاموا بإحتجاز مجموعة أشتبه في انتمائها للمتمردين، وتم توقيف وإستهداف الصحفيين وتقييد الوصول للإنترنت.
3️⃣ أرى أنه ومن الأهمية بمكان التفريق بين رؤية القوات المسلحة الموزمبيقية للواقع الأمني المحلي الذي تحاول معالجته، وبين رؤيتها لإستراتيجية الآمن الإقليمي التي تحاول كيغالي فرضها في شمال موزمبيق، فمنذ يوليو 2023 هناك حالة إستياء واضحة داخل جهاز الإستخبارات والجيش الوطني في موزمبيق من تواجد الجنود والضباط الروانديين المنتشرين في شمال البلاد، ويعود ذلك لنجاح الجنود الرواندين في كسب السكان المحليين في تلك المنطقة وتأمينهم بعد مهاجمة المتمردون لبعض القرى السكانية، وهذا ما أقلق معظم الدوائر الأمنية في مابوتو ودفعهم لعقد ندوات لحث السكان على عدم تفضيل الجنود الرواندين على جنود الدولة الوطنية.⏪️⏪️ يتبع
لمتابعة القراءة يمكن الضغط على الرابط التالي
#موزمبيق #السودان #السودان24 #الفاشر #الخرطوم #دارفور #دارفور_24 #افريقيا #ليبيا #موريتانيا #المغرب #نيالا #كردفان #البحر_الأحمر #الجزائر #الكويت #الامارات #أخبار #إفريقيا #الصومال #تحليل_سياسي #أمينة_العريمي #الشرق_الأوسط #قطر_الان #رأي_سياسي #الدوحة #عُمان #البحرين #الإمارات_اليوم #السعودية #الخليج_العربي #صورة
#الدعم_السريع_منظمة_ارهابية
#جيش_واحد_شعب_واحد
Source by Dr.Ameena Alarimi