[ad_1]
كلمة م.عمر يوسف الدقير @omereldigair رئيس حزب المؤتمر السوداني بمناسبة عيد الفطر المبارك
التهنئة لجميع السودانيين والسودانيات، داخل الوطن وخارجه، بمناسبة عيد الفطر المبارك.
يحلُّ عيد الفطر للمرة الثالثة وشعبنا لا يزال يراوح في دروب معاناة الحرب وويلاتها، حيث تزداد الكارثة الإنسانية فداحة، ويتسع شقاق الصف الوطني، ويشتد الخطر على وحدة البلاد.
الأزمة في السودان لم تبدأ في ١٥ أبريل ٢٠٢٣، بل هي نتاج لتراكم بؤس الخيارات وخطل السياسات منذ فجر الاستقلال .. ثورة ديسمبر كان هدفها اجتراح أفق جديد لتجاوز الأزمة المزمنة ولكن تم التآمر عليها وقطع الطريق أمامها.
الدروس المحفوظة في كتاب التاريخ الإنساني تؤكد أن الفتن الكبرى التي تحيق بالشعوب، فيما بينها، تزداد تعقيداً ويتطاول أمدها عندما يصر كل طرف على احتكار الموقف الصحيح ويتمترتس في زاويته الضيقة ويرفض مساءلة الذات والمراجعة النقدية لتقديراته ومواقفه، ويكون حمل البنادق بديلاً للبحث عن التوافق.
خلاص بلادنا من أزمتها لن يكون إلا عبر حوارٍ جامع ينطلق من قراءة نقدية لتجارب الماضي المثقل بالخيبات والمصبوغ بلون الدم.
سنوات الحكم الوطني – رغم الإشراقات هنا وهناك – كانت في مجملها تاريخاً من الفشل وعجزاً عن الإجابة على الاسئلة الكبرى .. كل التسويات والاتفاقيات التي أبرمت في فترات مختلفة لم تتجاوز معادلة قسمة السلطة ولم تنفذ لمخاطبة القضايا الجوهرية.
مع التقدير لاي جهود دولية واقليمية حميدة، فإن حل أزمة السودان بأيدي السودانيين لا بأيدي غيرهم، وخشبة الخلاص من مستنقع الأزمة هي ان يرتفع الجميع إلى مستوى تحدياتها عبر حوار جاد وصريح ومسؤول لمخاطبة قضاياها المتراكمة بما يفضي للتوافق على عقد اجتماعي يطوي صفحة الحروب ويؤسس دولة مدنية ديمقراطية على ركائز الحرية والعدالة والتنمية، والاعتراف بالتنوع ورشد إدارته، وصون الكرامة الإنسانية وكفالة الحقوق للجميع بلا تمييز ولا تهميش، وإعلان قطيعة نهائية مع مسارات الاستبداد والفساد والتمكين والإقصاء.
في هذه المناسبة الكريمة، نتمنى أن تتسامى النفوس فوق كل ما هو دون مصلحة الوطن، وأن تُستنفَر الهمم لإحداث تحوُّل جماعي يُغلِّب صوت العقل على أزيز الرصاص، ويرتاد أفقاً جديداً نحو سلامٍ مستدام وعدالةٍ شاملة وواقع ديموقراطي نهضوي يصنعه التوافق لا الغلبة.
كل عام والجميع بخير.
30 مارس 2025م
[ad_2]
Source by حزب المؤتمر السوداني


