[ad_1]
#الحمية_المهنية
شاهدتُ العديد من الصحفيين، سواء كانوا من كبار المهنيين أو من الصاعدين، يدافعون عن زميلتهم لينا يعقوب دفاعاً مستميتاً وهذا ما يُعرف بـ “الحمية المهنية”. هذه الظاهرة موجودة بكثرة في مختلف المجالات، وتبرز بشكل خاص لدى فئة الصحفيين، حيث تعكس تضامنهم لحماية حقوقهم وحرية التعبير.
إن الدفاع عن زميل يتعرض للاستهداف بسبب عمله هو واجب أخلاقي ومهني ومع ذلك، يجب أن يكون هذا التضامن النبيل محكوماً بمبادئ المسؤولية والمصلحة العامة وألا يتحول إلى درع واقٍ لتجاوزات تضر بالشأن العام أو الخاص.
عندما يتجاوز الصحفي حدود عمله المهني إلى ما يهدد أمن الدولة أو السلم المجتمعي بنشر معلومات مضللة لا تستند إلى مصادر موثوقة، فإن الدفاع عنه حينها لا يعد تضامناً مشروعاً، بل يصبح مشاركة في الخطأ.
القانون والأخلاق المهنية يضعان حدوداً واضحة لحرية التعبير، فمن غير الممكن أن تكون أي مهنة ملاذاً للجريمة أو التخريب، فالصحفي مثله مثل أي مواطن، مسؤول عن أفعاله والدفاع عنه في هذه الحالة يخلط بين حقه المشروع في التعبير، وخطئه الجنائي الذي لا يمكن قبوله.
فالتستر على التجاوزات يؤدي إلى نتائج وخيمة، فهو يضر بسمعة الصحافة ككل ويقلل من ثقة الجمهور في المؤسسات والصحفيين الذين يدافعون عن أفعال غير مسؤولة، كما أنه يمنح السلطات ذريعة لشن حملات أوسع ضد الصحفيين بحجة أنهم جميعاً “خارجون عن القانون”.
وها هنا يمحو الخط الفاصل بين النقد البنّاء والتهديد، مما يجعل من الصعب على المجتمع التمييز بين الصحافة الحقيقية والأعمال التخريبية.
على الصحفيين أن يتحلوا بشجاعة التمييز بين الحق والباطل، فالتضامن المهني يجب أن يُبنى على مبادئ العدالة والمسؤولية وليس على عصبية عمياء.
إن الحفاظ على قيمة الصحافة ومكانتها في المجتمع يتطلب من زملاء الصحفية والإعلامية لينا يعقوب رفض تجاوزاتها التي تهدد أمن الدولة.
فحرية الصحافة لا تعني تبرير أي فعل يُرتكب باسمها، بل تعني التمسك بأخلاقياتها ومسؤولياتها.
المستشار/ محمد السر مساعد
[ad_2]
Source


