[ad_1]
الحقيقة أولى من المجاملة
بقلم: شول الدين لام دينق
اطلعت على ما كتبه الصحفي ضياء الدين بلال دفاعًا عن الإعلامية لينا يعقوب، فوجدت أن المقال أقرب إلى شهادة صديق وفيّ، منه إلى قراءة موضوعية لمسألة عامة تمس مصلحة الوطن.
ضياء الدين تحدّث عن نزاهة لينا، عن أخلاقها، عن مواقفها المهنية، وهذه كلها أمور شخصية لا يملك أحد إنكارها أو إثباتها من موقع المراقب. لكن القضية المطروحة الآن أكبر من الانطباعات الفردية؛ هي قضية تتعلق بمدى التزام الإعلام بضوابط المسؤولية الوطنية، وعدم تحوّله – بقصد أو بغير قصد – إلى منصة تخدم أجندات خارجية أو تزيد من هشاشة الداخل.
إن إصرار ضياء الدين على إغراق النقاش في بحر العلاقات الشخصية يعكس واحدة من أزمات الإعلام السوداني: تقديم الزمالة على المصلحة الوطنية، والعاطفة على الحسابات الموضوعية. فلو كانت النزاهة معيارًا يُثبت بالثناء، لكان كل متهم بريئًا وكل مُحاسب ظالمًا.
وزارة الإعلام حين أصدرت قرارها لم تفعل ذلك لهواها أو نكاية بشخص بعينه، بل انطلاقًا من مسؤولية سيادية في لحظة تاريخية حرجة. إن التذرع بحرية الصحافة لتجاوز الخطوط الحمراء هو خلط متعمد بين الحرية والفوضى. والصحافة – كما نعرف – لا تترسخ إلا في بيئة تحترم الدولة، وتحمي استقرار المجتمع من أن يتحول إلى مادة للتجاذبات الإعلامية.
وإنني أقولها بصراحة: ليس من العدل أن يُختزل النقاش في الدفاع عن “سمعة” صحفية بعينها، في حين أن الوطن كله مهدد بالتفكك والتدخلات. أي قلم، مهما كانت سمعته، يجب أن يُسأل: هل ما يكتبه يُقوّي الوطن أم يضعفه؟ فإن كان الأول، فليُكرَّم، وإن كان الثاني، فلا حصانة لأحد.
إن احترامنا للزملاء لا يعني أن نرفعهم فوق النقد أو المحاسبة. والوطن أكبر من الأسماء، وأبقى من العلاقات.
[ad_2]
Source


