حمى الضنك.. و ضنك الحمى..
عثمان ميرغني
لا يستطيع أحد أن يتصور ما يعانيه المواطن السوداني فوق كل ما يحمله من عذابات وجراحات..حمى الضنك تنافس الملاريا في نهش أجساد ليس فيها موضع إلا به وجع وكدر الظروف..
الأسرة كاملة ترقد في البيت غير قادرة على الحركة ولا اكتساب الرزق ولا حتى خدمة نفسها.. الشيوخ والنساء والشباب والأطفال، لا إستثناء.. و من لم يرقد بحمى الضنك.. أقعده ضنك الحياة البائسة.
المرض ينتقل عبر البعوض .. و وفرت له الأمطار والمياه الراكدة و غياب المكافحة أفضل بيئة للتكاثر الذي هزم حتى طائرات الرش .. وعلى مدار اليوم ليلا ونهارا لا تتوقف أسراب البعوض والذباب والحشرات الأخرى المنتشرة بفعل الخراب الذي طال المرافق والبيوت وخلال عامين من الدمار المتواصل.
المواطنون يحاولون أن يسدوا الثغرة التي تغيب عنها الحكومة.. لكن مهما دفعوا من أموال و رتبوا من حملات فإن جهدهم لن يحل المشكلة، وقد يطول الانتظار بينما تتساقط الأجساد المنهكة وترحل بصمت.
حكومة الولاية من جهة، وفوقها الحكومة المركزية، ممثلة في وزارة الصحة لا يعملون بما يكفي، ولا ينطقون ليوضحوا للمواطن الأوضاع وما يجب أن يفعل لحل الأزمة الخانقة. و كأني بهم رفعوا أيديهم من المواطن وتركوه يواجه مصيره.
الأمر لا يحتمل الانتظار.. يجب توجيه نداء عاجل لطلب العون الخارجي من المنظمات والدول الشقيقة والصديقة.. كسر دورة حياة هذه الحشرة الصغيرة أمر في المتناول إذا توفرت العزيمة والإرادة والخطة.
لا وقت للدموع انقذوا المواطن فورا.. أطلبوا المساعدة..
أو ردوا الأمانة للشعب…
#حديث_المدينة الخميس 18 سبتمبر 2025
Source