[ad_1]
في يوم عيد ميلادي
جيل القدر: ستة وثلاثون عامًا على خط النار
اليوم، وانا اطفئ شمعتي السادسة والثلاثين، لا احتفل بمجرد عمرٍ مضى، بل بمسيرة جيلٍ وُلد في عام الانقلاب المشؤوم، وكُتب عليه القدر أن يكون هو نفسه أداة الخلاص. لقد فُتحت أعيننا على وطنٍ مختطف، وترعرعنا في ظل نظامٍ عمل بدأب على قتل أحلامنا وتشويه هويتنا. لكن من رحم ذلك القمع، وُلد فينا نضالٌ لم يهدأ. كانت رحلتنا طويلة وشاقة، خضناها في الشوارع والجامعات والبيوت، وسلاحنا إيماننا الراسخ بسودانٍ حرٍ وقوي، وطنٍ قومي يتسع للجميع ويفخر بتنوعه. لقد واجهنا الرصاص بصدورٍ عارية، والاعتقال بصمودٍ أسطوري، وآلة الدعاية الكاذبة بوعيٍ متقد، حتى أثبتنا للعالم أن إرادة الشعوب لا تُقهر، وأسقطنا بأيدينا ذلك النظام الظالم الذي ظن أنه أبدي.
لم تكن معركتنا مجرد إسقاط لديكتاتور، بل كانت عتبه أولى وثورة مستمرة ضد كل أدوات الظلم التي تلت سقوطه. واجهنا محاولات سرقة ثورتنا، وتصدينا لكل المساعي الخبيثة لزرع الفتنة وتقسيم صفوفنا. تعلمنا في خضم هذه المعارك أن نضالنا أعمق من السياسة اليومية؛ إنه صراعٌ وجودي من أجل روح السودان وقد ظهر ذلك لكل الناس في تمرد مليشيا الدعم السريع الذي عاث بالبلاد كل أنواع الفساد. نحن الجيل الذي حارب بكل ما أوتي من قوة ضد الأنظمة القاتلة، ووقفنا سدًا منيعًا أمام كل من حاولوا جر البلاد إلى مربع الفوضى والحرب الأهلية الشاملة، مدركين أن طريق بناء الأوطان محفوف بالمؤامرات والتحديات، ولكنه الطريق الوحيد الذي يستحق أن نسير فيه.
إن المسؤولية الملقاة على عاتقنا اليوم هي الأثقل في تاريخ بلادنا الحديث؛ مسؤولية تأسيس الدولة السودانية التي نحلم بها. هذه ليست مهمة سهلة، فهي تتطلب رحلة حياةٍ كاملة من النضال ضد الشر، سواء كان كامنًا في أنفسنا أو متربصًا بنا في سياسات ماكرة وذكية. نعيش في عصر الفتن، حيث يُستخدم الإعلام كسلاح، وتُشترى الولاءات، ويُلبس الباطل ثوب الحق. لذا، فإن معركتنا اليوم هي معركة بناء وعيٍ جمعي صلب، وتأسيس هياكل ومؤسسات راسخة لا تتأثر بالأشخاص، بل تحمي الوطن وتضمن للأجيال القادمة مستقبلاً مشرقًا ومستقرًا، يزدهر فيه العلم والعدل والرخاء.
لهذا، أقف اليوم بفخرٍ وامتنان لكل ما قدمه أبناء وبنات جيلنا من تضحيات، ولكل ما لا يزالون يقدمونه. نحن لا ننظر إلى الماضي بندم، بل كدروسٍ صقلت عزيمتنا. طموحنا لا يتوقف عند حدود السودان، بل يمتد ليساهم في تقدم العالم أجمع. إننا جيل القدر، الذي وُلد في الظلام ليصنع النور، وسنظل على عهدنا، نحمل مشعل الثورة والتغيير، حتى نرى وطننا شامخًا، قويًا، ومصدر إلهامٍ لكل الأحرار في العالم.
وعاش السودان وطن يسع الجميع ولا ينضب ✊️
[ad_2]
Source


