مكي المغربي
من أجمل ما قرأت
Haliem Abbas
كتب حليم عباس
يبدو أن هناك معركة جديدة تنتظر الشعب السوداني، هي معركة حراسة الإنتصار.
السودان انتصر وفاجأ الجميع؛ كثيرون كانوا ينتظرون ركوع السودان وقبول الجيش السوداني بتسوية تعيد المليشيا وحلفاءها إلى المشهد، وربما كانوا يتوقعون أن الجيش سيذهب إلى التفاوض بعد تحرير العاصمة وتقوية موقفه التفاوضي، ولكنهم تفاجأوا به يزحف نحو تحرير كردفان ثم دارفور.
سودان حر قوي منتصر وبإرادة وطنية أمر غير مرغوب فيه، خصوصا بعد أن كان السودان بالفعل قد خضع بشكل كامل للإرادة الخارجية بعد “الثورة المجيدة” حتى خرج النائب الأول حينها ليقول في جمع من الناس في الجنينة أنهم في الحكومة يمشون بأمر السفارات!
لقد فقد السودان سيادته أيام ما يسمى بحكومة الثورة، ولقد جربت القوى الدولية والإقليمية التي تتآمر ضد السودان الآن، جربت ذلك ورأته ممكنا وانفتحت شهيتها للتدخل في السودان، ولكنها ترى الآن السودان يمضي في مسار آخر!
القوى التي حاربت نظام الإنقاذ وحاصرته إلى أن سقط وبدأت تجني الثمار بعد عقود طويلة من الصراع بتنصيب حكومة خاضعة وتابعة بشكل كامل ترى الآن السودان يشهد ميلاد نظام جديد هو مزيج من الإسلاميين والوطنيين من توجهات ومشارب مختلفة ولكنه أقوى وأخطر من نظام الإنقاذ؛ أنت هنا أمام نظام خاض حربا ضد دول وانتصر عليها وله قاعدة شعبية عريضة وصلبة فيها الإسلامي والسلفي واليساري واللبرالي والمكونات الاجتماعية بأطيافها المختلفة ومن مختلف الفئات الاجتماعية من شباب ومرأة وطلاب ومغتربين إلى آخره كلهم توحدوا على أسس وطنية بحتة. إن ترك لهذا التيار أن ينتصر في الحرب ويقيم نظاما سياسيا فستكون هذه نهاية النفوذ الخارجي في السودان ووأد لكل أحلام الهيمنة والاستتباع للقوى الخارجية. ولذلك، لابد من إعادة السيطرة على النظام الجديد وإخضاعه بالترغيب أو بالترهيب وإن دعى الأمر فبالتدخل العسكري المباشر.
كيف لدولة ضعيفة مثل السودان كما يرونه، كانت على وشك أن تصبع لقمة سائغة ان تنهض من جديد وتنتصر وتستعيد سيادتها واستقلالها وهي كانت قاب قوسين السقوط في أيديهم؟ هذا أمر لن يكون مقبولا.
ولذلك، على الشعب السوداني أن يستعد لدفع ثمن الانتصار بعد أن دفع ثمن الحرب، وأن يستعد للأسوأ. مثلما حارب الشعب السوداني لوحده وسط صمت وتخاذل بل وتواطؤ معظم دول الجوار وتآمر البعض عليه بشكل أو بآخر، عليه أن يستعد لخوض معركة النهوض بعد الحرب سياسيا واقتصاديا بالاعتماد على الذات وعدم انتظار الدعم من أحد فلا يوجد دعم بدون شروط وإملاءات. ومن جرب الحرب وانتصر فيها قادر بإذن الله على كل ما دون الحرب، ويشمل ذلك الإستعداد الدائم للحرب بتدريب وتسليح المجتمع قبل العمران، ومن يريد أن يفرض على السودان إرادته بالقوة فليرسل جيوشه وليجرب.
[ad_2]
Source


