[ad_1]
_خييبة امل_
_كتبت /تماضر بكرى_
بالأسى نكتب، وبالحزن نغزل الكلمات كما لو أن الفرح بات محرّمًا على هذا الشعب، كُتب عليه أن ينتظر ثم لا ينال، أن يحلم ثم يصحو على خيبة. الهلال السوداني، الذي ظلّ يطارد المجد الخارجي منذ عقود، بلغ أخيرًا نهائي بطولة سيكافا بعد ثلاث عشرة مشاركة، لكنه لم يظفر بالكأس، بل اكتفى بالوصافة أمام فريق تأسس عام 2016، في نسخة تُعدّ من أضعف نسخ البطولة.
كيف انتظر الجمهور تلك اللحظة؟ كيف احتشدت القلوب خلف الأزرق، تترقب التتويج، وتُراهن على التاريخ؟ ثم كيف خاب الرجاء، وتبددت الأحلام في لحظة؟ الهلال الذي لم يحقق بطولة خارجية حتى الآن، كان على بعد خطوة من المجد، لكن الخطوة الأخيرة كانت أثقل من أن تُؤخذ.
تحليلًا لما جرى، يمكن القول إن الهلال دخل المباراة بثقل التاريخ لا بخفة التكتيك. الهدف المبكر الذي استقبله الفريق أربك الحسابات، وكشف هشاشة التنظيم الدفاعي. ورغم العودة بهدف التعادل، إلا أن الفريق لم يُظهر شخصية البطل. وسط الملعب كان بلا قيادة، والتمريرات بلا دقة، والتحركات بلا انسجام. بدا الهلال وكأنه يلعب على أمل أن يخطئ الخصم، لا على إرادة أن يصنع هو الفارق.
المدرب ريجي كامب لم يُحسن قراءة المباراة، ولم يتعامل مع مجرياتها بمرونة. التغييرات جاءت متأخرة، والنهج ظلّ جامدًا، بينما كان الفريق التنزاني أكثر تنظيمًا، وأكثر رغبة، وأكثر جرأة. الهدف الثاني الذي سجله سينجيدا كان تتويجًا لأداء متوازن، بينما الهلال اكتفى بمحاولات فردية، بلا خطة واضحة.
ومع ذلك، لا بد من الاعتراف: الوصول إلى النهائي لأول مرة هو إنجاز يُحسب للهلال، ولجمهوره الذي ظلّ وفيًا، صابرًا، محتسبًا، يزرع الأمل في أرضٍ لا تُنبت إلا الخيبة. نبارك لهم هذا الإنجاز، ونقول لهم: أنتم الأبطال الحقيقيون، لأنكم لم تتخلوا، رغم كل شيء.
وفي هذا السياق، لا يسعنا إلا أن نُثني على الأخ الشريف الحامدابي * ، الهلالابي الوطني الغيور، الذي نقل اللقاء عبر صفحته بصوت المذيع التنزاني، ليمنح جماهير الهلال تجربة فريدة ومفعمة بالحماسة. لم يكن مجرد بث، بل كان احتفالًا بالهوية، وانحيازًا صادقًا للأزرق، ووقوفًا في صف الحلم حتى وإن تعثر. الشريف، بكلماته وحرصه، جسّد روح المشجع الحقيقي، ذاك الذي لا يكتفي بالمشاهدة، بل يُشارك، يُحفّز، ويُضيء الطريق حين يشتد الظلام.
شكرًا لك أيها الشريف، لأنك كنت معنا في لحظةٍ كانت تحتاج إلى من يُشعل الأمل، لا من يُطفئه. دمت صوتًا هلاليًا لا يهدأ، ورايةً من الوفاء لا تنكسر.
مبروك جمهور الهلال، فأنتم من يكتب الرواية، وأنتم من يُبقي الحلم حيًّا، حتى وإن طال الانتظار.
[ad_2]
Source


