[ad_1]
#مدنية_قحت
خرج علينا عبد الله حمدوك، الذي قدم استقالته في فترة حرجة، مطالباً دول ما يسمى بـ”الرباعية” بتصنيف جماعة الإخوان المسلمين كجماعة إرهابية.
فالمسمى “الرباعية” يطلق على تجمع دولي لا يملك قرارات ملزمة للسودان، ولا يمكن مقارنته بمنظمات دولية كالأمم المتحدة أو مجلس الأمن.
فقرارات السودان شأن داخلي، يحدده الشعب ومؤسسات الدولة بما يخدم المصلحة الوطنية.
أما عن تصنيف جماعة الإخوان المسلمين، فيبدو أن حمدوك يخلط (عمداً) بين مسميات وأحزاب مختلفة داخل السودان ، فجماعة الإخوان المسلمين لم تحكم السودان من قبل، بل كانت في مربع المعارضة ضد نظام حكم البشير وحزب المؤتمر الوطني ، بل أن حمدوك (بذات نفسه) عندما كان رئيساً للوزراء استقبل داخل مقر مجلس الوزراء السوداني (المراقب العام لجماعة الإخوان المسلمين) ، وخرج المراقب العام لجماعة الإخوان المسلمين بتصريح مشهور قال فيه :
بفضل ثورة ديسمبر لأول مرة ندخل إلى مقر مجلس الوزراء السوداني ، وهذا دليل على أن جماعة الإخوان المسلمين (التنظيم المصري او السوداني) ، لم يكونوا في يوم من الأيام جزء من النظام الحاكم في السودان.
وإذا كان يقصد بـ”الإخوان” الحركة الإسلامية السودانية، فقد حكمت البلاد تحت قيادة الراحل الدكتور الترابي لمدة عشر سنوات فقط في الفترة من (1989م إلى العام 1998م).
أما من حكم السودان بعد ذلك وحتى سقوط النظام في 11 إبريل 2019م ، هو حزب المؤتمر الوطني بقيادة البشير، وهو حزب وطني مرجعيته نظامه الأساسي ولوائحه الداخلية، وليس له علاقة تنظيمية مباشرة بالحركة الإسلامية السودانية بل أن غالبية قياداته وأعضاءه هم ليسوا أعضاء في الحركة الإسلامية السودانية ولا علاقة لهم بها من قريب او بعيد.
“الحكم المدني” في السودان لا يعني بأي حال من الأحوال أنه (حكم القحاتة لا دونهم)، فمن تسمى أحزاب قوى الحرية والتغيير (قحت) قيادة وعضوية وموالين لهم ، يختزلوا “الحكم المدني” في أحزابهم وشخوصهم لا غيرهم ، كأنما فصلت الديمُقراطية والمدنية في (ترزي السياسة اليساري) وتم تفريغ معناها الحقيقي ومقاصدها.
هذا الاِختزال هو اِختزال وفهم قاصر يتعارض مع المفهوم الديمُقراطي الشامل.
الحكم المدني الحقيقي يجب أن يكون نتاج انتخابات حرة ونزيهة، يختار فيها الشعب ممثليه من بين الأحزاب والتنظيمات المختلفة التي تقدم رؤيتها وبرنامجها الوطني.
إن رهان الدول التي تقف خلف أحزاب “قحت” على قدرتها على إدارة القرار السوداني من خلال قيادات “هشة” يمكن تحريكها “كالدمى” هو رهان خاسر.
فالسودان يضم قوى وأحزاباً وطنية تمثل أكثر من 90% من المشهد السياسي، وتملك قاعدة جماهيرية أوسع بكثير من “قحت”.
هذه القوى هي التي تعبر عن تطلعات الشعب السوداني، وليست تلك الأحزاب التي تصدرت المشهد بعد ديسمبر مستغلة جهود الشباب عبر منصات رقمية تسمى “تجمع المهنيين السودانيين” الذي كان واجهة للحزب الشيوعي السوداني.
لقد كشفت الحرب الأخيرة أن السودان ليس كما كان قبلها، فقد أدركت مؤسسات الدولة، من جيش وأجهزة أمنية وشرطة، والشعب السوداني بأسره أن الحرب ليست مجرد تمرد عسكري، بل مشروع استراتيجي يهدف إلى تفكيك الدولة لصالح أجندات خارجية.
إن السودان الذي يضم أكثر من 520 قبيلة منصهرة في بوتقة الوطن، أثبت أن أبناءه يملكون من الوعي والإرادة ما يكفي لمواجهة كل من تسول له نفسه المساس بأمنه واستقراره والشعب السوداني، بتاريخه العريق في مقاومة الغزاة، لن يسمح لأي جهة خارجية بالسيطرة على قراره.
إن الأفراد الذين باعوا أنفسهم لمصالح خارجية، كعبد الله حمدوك وغيره، انكشف أمرهم أمام الشعب السوداني في “معركة الكرامة”.
ورسالتنا لكل الدول التي تعول على هذه النخب: رهانكم خاسر، فالسودان دولة وشعباً لن يقبلا أن يكونا مجرد بيادق في لعبة الأمم.
المستشار/ محمد السر مساعد
[ad_2]
Source


