[ad_1]
الضربة الإسرائيلية على الدوحة… زلزال إقليمي وصدى عالمي
الهجوم غير المسبوق يكشف اهتزاز النظام العالمي وتصدع المظلة الأميركية
النظام العالمي الذي وُضع بعد الحربين العالميتين، وصُمم ليمنع تكرار المآسي الكبرى، لم يكن يومًا مجرد بناء قانوني محايد. فقد شُيد على يد المنتصرين ليضمن هيمنتهم ويكرس ميزان القوى لصالحهم. ثم تبدلت ملامحه مع انحسار نفوذ المملكة المتحدة وصعود الولايات المتحدة، ليترسخ لاحقًا بعد سقوط الاتحاد السوفيتي في شكل أحادية قطبية أميركية. لكن هذا النظام الذي قُدم باعتباره ضمانة للاستقرار، بات اليوم يتعرض لاهتزازات عنيفة مع الحروب الممتدة وتراجع الثقة بالمظلة الأمنية الأميركية.
في قلب هذا السياق المليء بالتصدعات جاءت الضربة الإسرائيلية المفاجئة على الدوحة. عنصر المفاجأة لا يكمن فقط في أنها الأولى من نوعها ضد دولة خليجية حليفة لواشنطن وتستضيف أكبر قاعدة عسكرية أميركية في المنطقة، بل في أن الطائرات الإسرائيلية عبرت الأجواء السعودية وصولًا إلى قطر، في مشهد يضيف مزيدًا من الغموض والالتباس إلى معادلات الإقليم.
هذه الضربة لا يمكن فصلها عن دور قطر كوسيط بارز في أزمات المنطقة والعالم: من المحادثات الأفغانية بين واشنطن وطالبان، إلى جهود التهدئة بين الفلسطينيين والإسرائيليين بعد السابع من أكتوبر. استهداف وفد مفاوض على أرضها يبدو أقرب إلى هجوم على الوساطة نفسها، وإلى رفض ضمني لأي تسوية أو خفض للتصعيد.
لكن ارتدادات الضربة لم تتوقف عند حدود الدوحة. فالإقليم بأسره دخل حالة استنفار: مصر رفعت جاهزيتها العسكرية على طول حدودها الشرقية تحسبًا لتداعيات محتملة، وتركيا عززت حضورها البحري والجوي في شرق المتوسط، وسط مخاوف من انزلاق أوسع للصراع. هذه التطورات، إلى جانب التوترات القائمة في لبنان وسوريا والعراق، تضع المنطقة أمام مشهد متشابك يهدد بموجة جديدة من التصعيد.
الخلاصة أن الضربة لم تكن حادثة عسكرية عابرة، بل مؤشرًا جديدًا على عمق التحولات التي يمر بها الإقليم والعالم. فهي جرس إنذار يعكس هشاشة النظام العالمي الحالي، ويؤكد أن الاعتماد على المظلة الأميركية لم يعد ضمانة مطلقة كما كان في العقود الماضية
د. إبراهيم Ibrahim Nageeb
[ad_2]
Source


