[ad_1]
معسكر الحرب :
إحتدام الخلافات حول ( كيكة) السلطة
تقرير – شذى الشيخ
الميدان 4336،، الخميس 3 يوليو 2025م.
• عضو تحالف التغيير الجذري: الحرب الدائرة الآن ذروة سنام الإنقلابيين ودعاة الهبوط الناعم.
• متحدث لجان مدينة الخرطوم: لا يمكن بناء السودان على أنقاض الحرب، ولا بإعادة تدوير النخب، ولا بالترضيات.
• محللون سياسيون: المليشيات لو لم يجدوا الثمن عند البرهان لطلبوه من “حميدتي”.
سقطت الآن كل إدعاءات التحالفات العسكرية لطرفي الحرب، وبانت الأهداف التي كانت مخفية.. فالحرب ليست لإقتلاع المليشيا وتحرير الوطن منها لدى أطراف بورتسودان، والحرب لم تكن لنصرة ثورة ديسمبر كما يزعم تحالف الجنجويد العسكري والسياسي، والمحاربون الآن يطلبون ثمن حربهم وإصطفافهم وأي ثمن !! مناصب رفيعة ووزارات تدر المال الوفير، وكوتة من المناصب الدستورية لاتقل عن 25٪ .. وهكذا يستعر صراع المصالح قبل نهاية الحرب ..
وإتفاق جوبا صار قميص عثمان وفيتو لحماية مكاسب بعض قادة حركات سلام جوبا، والإتفاق المنتهية فترته بات ملكية حصرية لبعض أطرافه وتم تهميش باقي المكونات. لذلك يعلو الصراخ والعويل ..
وإنكشف الستار عن الزيف والغبار الكثيف الذي أثير حول مسببات ودوافع الحرب .. الكل الآن يبحث عن نصيب من “كيكة” السلطة، والسودان يعيش حالة اللادولة والتشظي والخراب .. والموت .. وما يجري فقط قمة جبل الجليد وستكشف الأيام الكثير المثير.
ذروة سنام:
وفى ذات السياق قال عضو مبادرة المهندسين – عضو مجلس وسكرتارية تحالف قوى التغيير الجذري عبدالله عبدالرحمن (الدنقلاوي)، مبدئياً أن الحرب الدائرة الآن هي ذروة سنام الإنقلابيين ودعاة الهبوط الناعم لمحاولة إخراج الجماهير من معادلة السلطة، وعبر هذا التكتيك العنيف يمكنهم أن يعيدوا تقسيم ما ورثوه من سلطة عن النظام.
وأشار فى حديثه لـ (الميدان) أن الجانبان المتحاربان يقتتلان على من يرث الجزء الأكبر من السلطة والأرض والموارد.. وهو تطور لخلافات داخل كتلة السلطة الإنقلابية وورثة النظام.
الخلافات العنيفة التي غذتها الحرب، ومع إحتدام الصراع الإقليمي حول موارد البلاد، وتداخل مصالح قوى دولية تعمل لإعادة تقسيم البلاد، كلها تتلاقى نحو دفع البلاد نحو تقسيم جديد، يتمظهر هذا الصراع كصراع سلطوي بينما هو في أصله صراع تحكم على الموارد وتبعية يتنافسون على من يدفع منهم أكثر. وزاد داخل الكتلتين المتصارعتين أيضاً تتصارع القوى المكونة لكل كتلة داخلياً من أجل نيل أكبر قطعة من “الكيكة” المقسومة سلفاً، يتحكم الطرفان الرئيسيان: العسكر والجنجويد في مسارات الصراعات/ مستخدمين مركزيتهما في الكتلتين كدافع لـ (لخبطة الكيمان) وتوزيع السلطة بما يناسبهما، في جانب بورتسودان يتلاعب قادة الجيش بالقوى الأخرى ويعينون هذا ويعشمون ذاك، وفي كل مرة يستخدمون قوى مسلحة ضد الأخرى، وهو عين ما يشهده تحالف تأسيس من صراعات حول السلطة في الإقليم الذي يحتلونه.
وأكد أن لا هؤلاء ولا أولئك لديهم من الشرعية ما يستحقون به أي سلطة، سيتصارعون ويتقاسمون ما ليس لهم، وسيحسم شعبنا أمره وأمرهم عاجلاً أو آجلاً.
إنهيار شامل :
وقال المتحدث الرسمي باسم لجان مقاومة مدينة الخرطوم فضيل عمر فضيل، بينما يعيش السودان واحدة من أعقد مراحله التأريخية، وسط حرب مدمّرة وإنهيار شامل في مؤسسات الدولة، تطفو على السطح من جديد الخلافات المحتدمة داخل معسكر الحرب، لا سيما بين قادة الحركات المسلحة ورئيس الوزراء المعيّن كامل إدريس، حول تقاسم الحقائب الوزارية المنصوص عليها في إتفاق جوبا للسلام الموقّع في أكتوبر 2020.
وقال فضيل لـ (الميدان) لقد كشفت هذه الخلافات – التي خرجت للعلن في ظل غياب الشفافية والمساءلة – إن ما يدور لا علاقة له بتطلعات الشعب أو بضرورات المرحلة، بل هو صراع نفوذ وتكالب على السلطة وسط مأساة إنسانية يعيشها الملايين من السودانيين في العاصمة والأقاليم، شرّدهم القصف والجوع والتهميش، بينما تتنازع النخب على الحقائب والمناصب. لكننا كلجان مقاومة مدينة الخرطوم، كنا قد قدّمنا نقدنا العلني لإتفاق جوبا في وقت مبكر، وحذرنا من الإكتفاء ببنود تقاسم السلطة والثروة دون الإلتزام الحقيقي ببقية البنود الجوهرية، مثل العدالة الإنتقالية، وعودة النازحين، وإعادة الإعمار، ونزع السلاح، وتسريح وإعادة دمج القوات. وقد شددنا مراراً على ضرورة مراجعة الإتفاق مراجعة شاملة، تضع مصلحة الشعب فوق حسابات الأفراد والجماعات.
وأضاف إن ما نشهده اليوم يؤكد صحة هذا الموقف. فقد تحوّلت الإتفاقية من إطار لبناء السلام، إلى منصة للمحاصصة السياسية، بينما تُركت قضايا الحرب، والمصالحة، وجبر الضرر، في أدراج الإهمال، وتفاقمت الأزمة حتى إنفجرت البلاد في حرب شاملة.
ونحمّل هنا رئيس الوزراء كامل إدريس مسؤولية أساسية في تكريس هذا النهج، عبر إعتماده أسلوب “الترضيات السياسية” كوسيلة للتعامل مع القوى المسلحة، بدلًا من الإنحياز لبناء مؤسسات الدولة على أسس وطنية وكفاءة. إن سياسات الترضية ليست مخرجاً من الأزمة، بل هي وصفة لتعميقها، لأنها تعزز الفساد، وتفرّغ الدولة من مضمونها، وتكرّس منطق الغنيمة لا منطق المسؤولية.
وأردف ما يدور الآن من مشاحنات وتنازعات على تشكيل حكومة أمر واقع، لا تعبّر عن مشروع وطني موحد، بل عن تحالفات ظرفية مأزومة، تتناحر على السلطة بينما يئن المواطن في كل مكان من الجوع والنزوح والخوف.
نحن في لجان المقاومة نؤمن أن الشعب السوداني قد أصبح أكثر وعياً من أن يُخدع مرة أخرى بذات الوجوه والشعارات، وندعو كل من يحرص على مستقبل هذا الوطن أن يضع مصالح الناس فوق المصالح الضيقة، وأن يواجه الواقع بالحقيقة: لا يمكن بناء السودان على أنقاض الحرب، ولا بإعادة تدوير النخب، ولا بالترضيات، بل عبر مشروع وطني ديمقراطي، يضع حداً للعنف، ويؤسس للعدالة والمساءلة، والشفافية، والمشاركة الحقيقية.
مليشيات جديدة :
وقال محللون سياسيون من المفارقات إن الحرب التي إندلعت بحجة القضاء علي المليشيا صنعت الآن أكثر من 20 مليشيا جديدة، تقاتل لنفس الأهداف والمطامع التي جعلت مليشيا الدعم السريع دولة داخل دولة..
وقالوا إن هذه المليشيات الجديدة وفي إطار الحرب إستطاعت أن تسلح نفسها وتعزز قوتها وتجند المئات لصفوفها، وإصطفت مع الجيش بإتفاقات تحت الطاولة لقاء التمويل والمناصب .. وهو تحالف مصالح ليس الا ، وتابعت الآن ومن خلال محاولة تشكيل حكومة جديدة في بورتسودان برزت الخلافات للسطح وأصدقاء الأمس أصبحوا أعداء اليوم .. والكل يرفع صوته مطالباً بنصيبه من الغنيمة ..
مشيرين إلى أن الحرب إذن لم تكن لصالح قضية وطنية، والمليشيات التي تبحث عن فوائد ما بعد الحرب، لأنها حرب مدفوعة الثمن، ولو لم يجدوا الثمن عند البرهان لطلبوه من “حميدتي” .
وقالوا للأسف يشرب قادة الجيش من نفس الكأس السابقة، وبدلاً من تأهيل وتقوية الجيش .. تصنع المليشيات الموازية وهي خطر على الجيش والوطن .. وليس بالإمكان السيطرة عليها .. وقد تندلع حروب أخرى في سياق الصراع على السلطة.
[ad_2]
Source


