شكاوي المواطنيين
قوات الحركات المسلحة المشتركة تمارس اليوم أفظع أشكال الانفلات الأمني داخل ولاية الخرطوم، حيث تقوم بقطع الطرق، واقتحام منازل المواطنين، ونهب ممتلكاتهم تحت تهديد السلاح، في مشهد يعكس غياب الدولة وتحلل مؤسساتها. لم تعد هذه القوات مجرد مجموعات خارجة عن القانون، بل أصبحت تمثل ذراعًا فوضويًا يعيث فسادًا في حياة الأبرياء بلا رادع.
في الجهة الأخرى، مليشيات النظام البائد (الكيزان) بالتنسيق مع جهاز الأمن، أعادت تفعيل آلة القمع القديمة، مستهدفة كل من شارك في الثورة أو نادى بالتغيير. تُنفّذ حملات اعتقال ممنهجة، وتُمارس التصفية الجسدية والاختطاف، وتُفتح المعتقلات السرية لمن يجرؤ على رفع صوته أو مجرد التفكير في معارضة مشروعهم الدموي.
أصبح السودان اليوم مرتعًا خصبًا للمليشيات والجماعات المتطرفة، وتحوّلت الخرطوم إلى ساحة صراع مليء بالرعب، حيث تُنتهك الحريات وتُسحق الكرامة، في ظل تواطؤ وصمت مريب من المجتمع الدولي.
لقد أعاد الكيزان البلاد إلى مربع العزلة والانهيار، وأعادوا معها شبح الحظر الدولي والوصاية الأجنبية، بعد أن دمّروا كل مكاسب الثورة، وسحقوا كل بارقة أمل في بناء دولة مدنية ديمقراطية.
Source