[ad_1]

تهنئة قيادة قطر السودان لحزب البعث العربي الاشتراكي بعيد الفداء والتضحية
كلُّ عامٍ وأنتم بخيرٍ، كل عيد وأنتم أعمقُ وعيًا بالمعنى، وأشدُّ وفاءً للرسالةِ، وأمضى إرادةً في دربِ النضال الوطني القوميِّ التحرري.
بكلِّ اعتزازٍ، وبلغةِ الوفاءِ المُشبعةِ بروحِ الوطنية والقومية التحريرية والإيمانِ، تتوجَّهُ قيادةُ قطرِ السودانِ لحزبِ البعثِ العربيِّ الاشتراكيِّ، إلى جماهيرِ أمتِنا العربيّةِ، وإلى شعبِنا الصامد في السودانِ، وفي فلس-طينَ العزيزةِ، وفي كلِّ أرضٍ يُكافِحُ فيها أبناءُ الأمةِ العربيةِ والمسلمين من أجلِ حريّتِهم وكرامتهم واستقرار ونهوض مجتمعاتهم، بأزكى التهاني، وأصدقِ التبريكاتِ، بمناسبةِ حلولِ عيدِ الأضحى المباركِ — عيدِ الفداءِ الأكبرِ، والرمزِ الخالد البليغِ للتضحيةِ، والعهدِ، والانتماءِ.
إنه العيدُ، الذي تتعانقُ فيه الأرضُ مع السماءِ في مشهدِ الإيمانِ والفداءِ، حيث تتجدّدُ في وجدانِ الأمةِ صوَرُ الكبرياءِ المتسامي، وترتفعُ أرواحُ الشهداءِ كأنّها تُلبّي النداءَ من جديدٍ: نداءَ الوطنِ، ونداءَ الرسالةِ الخالدةِ.
في هذه اللحظةِ المجيدةِ، نستحضرُ نُبلَ الرسالةِ، التي بشّرَ بها الأنبياءُ والمصلحونَ، كما نستعيدُ في وجدانِنا العميقِ دروسَ الفداءِ الكبرى، التي سطّرها الشهداءُ على دربِ التحريرِ، وفي مقدَّمِتهم شهداءُ فلس-طينَ والقدسِ وغزّةَ، وشهداءُ شعبِنا في السودانِ وكلِّ الساحاتِ المقاومةِ، الذين خطّوا بدمائِهم طريقَ الخلاصِ، وارتقَوا وهم يحلمونَ بعالمٍ أكثرَ عدلًا وكرامةً.
وفي هذا المقامِ، نستلهمُ معانيَ الفداءِ من سيرةِ شهيدِ الحجِّ الأكبرِ، القائدِ صدّامِ حسينَ، الذي واجهَ ربَّه في أوّلِ أيّامِ عيدِ الأضحى، رافعَ الهامةَ، ناصعَ اليدِ، ثابتَ القلبِ، متوشّحًا بعباءةِ العروبةِ، ومرتقيًا إلى مصافِّ الشهداءِ العظامِ، الذين لا تُغلَقُ في وجوهِهم أبوابُ السماءِ، لأنّهم صدقوا ما عاهدوا اللهَ عليه.
يا جماهيرَ أمتِنا:
إنَّ العيدَ لا يُؤخَذُ من مظاهِرِه، بل من جوهرِه العميقِ: فعلُ تضحيةٍ، وإرادةُ تحريرٍ، وموقفٌ في وجهِ الطغيانِ. ولذلك، فإنّنا نراهُ اليومَ ممهورًا بدماءِ الشهداءِ، مشبَعًا بنداءاتِ الأسرى، مزدانًا بوجوهِ الأمّهاتِ اللواتي يُضئن صبرًا وكرامةً، ومكلّلًا بأحلامِ الشعوبِ التوّاقةِ إلى الوحدةِ والحريةِ والعدالةِ.
وإذ يحلُّ العيدُ هذا العامَ وأمتُنا تواجهُ صنوفَ القهرِ والعدوانِ، من الاحتلالِ الصه-يونيِّ إلى الحصارِ والاحترابِ والهيمنةِ الخارجيةِ، فإننا في قيادةِ قطرِ السودانِ لحزبِ البعثِ العربيِّ الاشتراكيِّ نؤكِّدُ أن العيدَ لا يكونُ عيدًا كاملًا إلّا إذا اقترنَ بالعزمِ على مواصلةِ النضالِ في سبيلِ التحريرِ والعدالةِ والوحدةِ القوميةِ. فالفداءُ، الذي نحتفي به اليومَ ليس مجرّدَ ذكرى دينيةٍ، بل هو فعلٌ مستمرٌّ في التاريخِ، ومعنى دائمٌ في وجدانِ الأمةِ.
إنَّ عيدَنا الحقيقيَّ لا يكتملُ إلّا برفعِ رايةِ فلس-طينَ فوقَ القدسِ، وبإيقافِ هذه الحربِ العبثيةِ، التي تمزِّقُ السودانَ وتستنزفُ أبناءَه، وببناءِ مشروعٍ ديمقراطيٍّ وطنيٍّ حقيقيٍّ، يستعيدُ فيه الإنسانُ السودانيُّ دولتَه المختطَفةَ، وإرادتَه المغيَّبةَ.
وإنّنا، إذ نحيّي كلَّ الأحرارِ، الذين صمدوا في زمنِ الانكسارِ، نُجدِّدُ العهدَ على أن نكونَ كما أرادَ لنا مؤسِّسو الحزبِ وقادتُه الشهداءُ: صُنّاعًا للمعنى، حَمَلةً للرسالةِ، ناطقين باسمِ الجماهيرِ، لا بما تمليه اللحظةُ، بل بما تقتضيه كرامةُ التاريخِ.
كلُّ عامٍ وأنتم أكثرُ صلابةً في مواجهةِ الاستبدادِ، أشدُّ إيمانًا بأنَّ وحدةَ الأمةِ فريضةٌ لا تُؤجَّلُ، وأنَّ الخلاصَ لن يأتيَ إلّا من داخلِ الذاتِ الجماعيةِ للأمةِ، لا من خارجِها.
كلُّ عامٍ وأنتم بخيرٍ،
وكلُّ عامٍ وراياتُ الحريةِ ترفرفُ أعلى، والوحدةُ أقربُ، والنصرُ آتٍ لا محالةَ.
المجدُ للفداءِ في عيدِه الأكبرِ.
المجدُ لشهيدِ الأمةِ في عيدِ استشهادِه.
المجدُ لكلِّ شهيدٍ عربيٍّ قاومَ ولم يُساومْ.
المجدُ للشهداءِ…
والحريةُ للأسرى…
والعيدُ للمناضلينَ.
قيادةُ قطرِ السودانِ لحزبِ البعثِ العربيِّ الاشتراكيِّ
عيدُ الأضحى المبارك العاشرُ من ذو الحجَّة 1446هـ/ الخامسُ من يونيو 2025م
[ad_2]
Source by حزب البعث العربي الاشتراكي – الأصل


