بسم الله الرحمن الرحيم
حزب البعث العربي الاشتراكي (الأصل)
قيادة قطر السودان
في ذكرى مجزرة فض الاعتصام:
وقف الحرب الوجه الآخر للعدالة وإصلاح مؤسسات الدولة المدنية الديمقراطية
يا جماهير وقوى انتفاضة ديسمبر الثورية العظيمة:
تمر اليوم ذكرى مجزرة 3 يونيو 2019/ 29 رمضان، وقد انقضت أربع سنوات دون أن يكتمل التحقيق فيها، ما يعني عدم القصاص للضحايا، وإفلات مرتكبيها من العقاب حتى الآن، وهو ما يفسر لحدٍ بعيد استمرار نزيف الدم السوداني، والاستهانة بالإنسان وحقوقه، مجزرة بعد مجزرة، خاصة بعد انقلاب 25 أكتوبر 2021 الدموي، ها هي الذكرى الفاجعة تقترن بمجزرة حديثة للتو، راح ضحيتها 18 شهيدا بجانب أكثر من 100 جريح، إصابات بعضهم حرجة. وذلك جراء القصف بالطيران والأسلحة الثقيلة المتبادل بين الجيش وقوات الدعم السريع في سوق ستة بضاحية مايو جنوب العاصمة الخرطوم، في سياق الحرب العبثية التي تجري في العاصمة أساسا، بين الجيش والدعم السريع منذ أكثر من شهر ونصف الشهر، والتي حولت سكان العاصمة إلى مشاريع شهداء ونازحين ودروعا بشرية في العديد من الأحياء ومراكز الخدمات الصحية والعلاجية، ومع تدهور مريع في الأحوال الأمنية والمعيشية والخدمية.
ربما لم يكن صدفة أن تحدث المجزرة التي وصفها أحد نجباء القوات المسلحة بعار القيادة، في نهاية الشهر الحرام، وأن تبدأ الحرب التي تصفها أطرافها بالعبثية، في شهر رمضان أيضا، مما يشير إلى تدني الوازع الأخلاقي والقيمي لمرتكبي الجريمتين معا. وفي مواجهة استشراء العنف منذ ذلك الحين، استبسل ابناء وبنات شعبنا في مقاومة قوى الردة والفلول ومناهضة الانقلاب سلميا، وإحباط كافة محاولات عسكرة الحراك السلمي وحَرفِه، والوقوف ضد الحرب مهما كلف ذلك من تضحيات.
لقد كشفت الحرب أبعادا جديدة لقضية الإصلاح الأمني والعسكري وإصلاح جهاز الخدمة المدنية أيضا، كمطلب شعبي ملح وعاجل، وخضوعهما للسلطة المدنية. مثلما كشفت الأهمية التي ينطوي عليها شعار العدالة وعدم الإفلات من العقاب، أحد أيقونات الثورة.
فقد اتخذ الانقلاب من الحرب غطاء لاستكمال مخطط الردة، خصوصا في كل ما يتصل بالعدالة، بدءا من إلغاء قرارات تفكيك التمكين، وإعادة سيطرة قواه وعناصره على المفاصل الحيوية في أجهزة الدولة، حتى الإفراج عن عناصره من السجون والمحكومين تحت غطاء تفريغ السجون، والتعدي على المحاكم وسجلات الأراضي ونهبها، وإتلاف ملفات القضايا، خاصة قضايا قيادات النظام المقبور.
*يا بنات وابناء شعبنا الأوفياء:*
في ذكرى المجزرة، ونحن نترحم على أرواح كل الشهداء، نؤكد على حتمية المساءلة في كل التجاوزات التي حدثت بحق ابناء وبنات شعبنا، والتي يرقى بعضها لمستوى جرائم الحرب والجرائم ضد الانسانية، كواجب مقدم ضمن استعادة المسار الانتقالي إلى الديموقراطية والسلطة المدنية.
إن الحيلولة دون إفلات مرتكبي جريمة مجزرة القيادة وغيرها من المجازر والجرائم، هو الضمانة بعدم تكرارها مرة أخرى، وإرساء لمبادئ سيادة حكم القانون وعدم الإفلات من العقاب، مثلما هو ركن ركين في بناء النظام الديمقراطي المدني، الذى يشكل وقف الحرب، ودون شروط، وحماية المدنيين، ووصول المساعدات الإنسانية، والخروج من المنشآت الطبية والخدمية والأحياء السكنية، الأولوية القصوى وعبر أوسع جبهة شعبية للديمقراطية والتغيير، للحفاظ على وحدة وسيادة واستقلال السودان وأمنه القومي واستقرار الإقليم.
° الإجلال للشهداء الأكرم منا وعاجل الشفاء للجرحى وعودة المفقودين والتحقق من مصيرهم .
° الحرية للمعتقلين والمحتجزين.
° لا للحرب ولا إفلات من العقاب والمساءلة
° لا سلطة لغير الشعب ولا وصاية على الشعب
حزب البعث العربي الاشتراكي (الأصل)
قيادة قطر السودان
3 يونيو 2023
Source by حزب البعث العربي الاشتراكي – الأصل